يعتقد العديد من العلماء والباحثين والمؤلفين في مجال علم النفس بعامة، وعلم النفس التربوي بخاصة، أن محاولة استودرد (Stoddard) في تعريف الذكاء من أكثر المحاولات قبولاً في أوساط علم النفس وعليه تعرض عليك هذا التعريف وبعض مزاياه التي جعلت المهتمين يأخذونه في الاعتبار.
الذكاء: هو قدرة الفرد العقلية على القيام بالأنشطة التي تتميز بـ **الصعوبة، التعقيد، التجريد، التوجه نحو هدف أو التكيف له، القيمة الاجتماعية، الإبداع**. والحفاظ على هذه الأنشطة تحت ظروف تتطلب تركيز الجهد ومقاومة القوى الانفعالية.
يتميز هذا التعريف حسب رأي كيج وبيرلينر بأنه يميز بين الذكاء بوصفه قدرة عامة وبين القدرات بشكل عام، إضافة إلى أنه يشير إلى أن الذكاء يتضمن مكونات غير عقلية كـ**الثقة بالنفس، والثبات الانفعالي**.
وهل هناك مزايا أخرى لهذا التعريف؟
يتميز هذا التعريف بالشمول حيث تضمن القدرات التي أجمعت عليها معظم تعريفات الذكاء، ودمجها في تعريف واحد شامل باعتبار أن هذه القدرات مترابطة فيما بينها، فالقدرة على التفكير المجرد، مثلاً، تعزز القيام بالمهام الصعبة والمعقدة.
نستخلص مما سبق أن الاهتمام بتعريف الذكاء أبرز لنا فهماً نظرياً أفضل للذكاء، إضافة إلى استخلاص بعض صفاته ومزاياه التي قد يستفاد منها في بناء الاختبارات المناسبة لقياسه. وقبل أن تنتقل إلى استعراض جانب آخر من جوانب الذكاء، عليك الإجابة عن التدريب الآتي.
الذكاء هو قدرة عقلية مهمة. هذا التعريف الشهير لـ"استودرد" يقول إن الذكاء ليس فقط معرفة الأشياء، بل هو القدرة على التعامل مع مواقف صعبة ومعقدة، والتفكير بطريقة مجردة (أي بعيدة عن الأشياء الملموسة)، والعمل لتحقيق أهداف معينة. ويشمل الذكاء أيضًا القدرة على التكيف مع الظروف الجديدة. ويشير التعريف إلى أن الثقة بالنفس والهدوء الانفعالي جزء من الذكاء، وليس فقط التفكير المنطقي.
السؤال: ما تعريف استودرد للذكاء؟
الإجابة: الذكاء: هو قدرة الفرد العقلية على القيام بالأنشطة التي تتميز بـ **الصعوبة، التعقيد، التجريد، التوجه نحو هدف أو التكيف له، القيمة الاجتماعية، الإبداع**. والحفاظ على هذه الأنشطة تحت ظروف تتطلب تركيز الجهد ومقاومة القوى الانفعالية.
السؤال: ما المزايا التي يتمتع بها تعريف استودرد للذكاء؟
الإجابة: يميز بين الذكاء كقدرة عامة والقدرات الأخرى، ويشير إلى أن الذكاء يشمل مكونات غير عقلية مثل الثقة بالنفس والثبات الانفعالي، ويتميز بالشمول.
3. طبيعة الذكاء ومحتواه
استعرضنا وإياك، عزيزي الطالب، في القسم السابق تعريف الذكاء، وقدمنا لك محاولة ستودرد العلمية في تعريف الذكاء، وقد لاقت تأييداً وقبولاً أكثر من غيرها. أما في هذا القسم نستعرض معاً مشكلة أخرى أساسية واجهها علماء النفس حين بحثوا طبيعة الذكاء ومكوناته. وبعبارة أخرى، عندما حاولوا الإجابة عن السؤال التالي: **هل الذكاء مكون من قدرة عقلية واحدة عامة، أم من قدرات عقلية متعددة ومستقلة؟**
والآن لنستعرض معاً بشكل موجز أهم المحاولات العلمية التي بذلت في الإجابة عن هذا السؤال المتعلق بفهم طبيعة الذكاء وكنهه.
نظرية العاملين
يعتقد **شارلز سبيرمان (C. Spearman)** أن أي مظهر من مظاهر النشاط العقلي يكمن وراءه عامل عام وعوامل نوعية خاصة، أما **العامل العام (General factor (G))** فموجود في كل النشاطات العقلية و**العامل الخاص (Specific factor (S))** موجود في بعض النشاطات دون الأخرى. وبناء على هذه النظرية فكل نشاط عقلي يتضمن، على الأقل، عاملاً خاصاً، في حين أن العامل العام يؤثر في جميع الأنشطة العقلية بدرجات متفاوتة.
نظرية العوامل المتعددة
يعتقد **روبرت ثورندايك (Thorndike)** أن نظرية سبيرمان تسرف في تبسيط طبيعة الذكاء عندما تصفه بأنه مجرد امتزاج لمقادير معينة من عامل عام وعدد من العوامل الخاصة أو النوعية أو عامل يضاف إليه عوامل نوعية، إضافة إلى ذلك يرى ثورندايك أن نتائج سبيرمان مبنية على عينات ذات أعداد بشرية غير كافية برأيه.
لكن كيف ينظر ثورندايك إلى طبيعة الذكاء وكيف يفسرها؟
يعتقد ثورندايك أن الذكاء يتكون من مجموعة كبيرة من العوامل، أو العناصر المتعددة المنفصلة، ولكن رغم الاستقلالية والانفصال لكل عامل أو عنصر، فهو يشترك مع كثير من العناصر في بعض النشاطات أو العمليات العقلية المختلفة، وتبعاً لذلك تؤكد هذه النظرية ما يلي:
تتضمن أي عملية عقلية عدداً من العناصر التي تعمل معاً، وبعبارة أخرى، حتى نقوم بعملية عقلية ما لا بد من تضافر عدد من القدرات التي تعمل مشتركة فيما بينها.
حتى نقوم بحل مشكلة لغوية لا بد أن تتضافر قدرات عديدة كالقدرة على التذكر والربط والاستنتاج والتمييز وغيرها، وكذلك الحال قد تشترك بعض القدرات السابقة بدرجة أكبر أو أقل عند حل مسألة رياضية.
يصف ثورندايك الذكاء عن طريق أبعاد ثلاثة هي **الارتفاع** (مدى صعوبة العمليات)، و**المساحة** (مجموع العمليات في درجة صعوبة معينة)، و**المدى** (متوسط ما يتمكن الفرد من أدائه في عمر عقلي وعمر زمني معين).
يرى ثورندايك أنه لا بد من استبعاد مفهوم الذكاء العام بأكمله، واستبداله بصور نوعية للذكاء ويقترح تصنيفاً ثلاثياً كما يلي:
الذكاء المجرد (Abstract Intelligence): وهو القدرة على فهم الأفكار والمعاني والرموز والمجردات ومعالجتها.
الذكاء المادي أو الميكانيكي (Concrete or Mechanical Intelligence): وهو القدرة على معالجة الأشياء والمواد الحسية المادية.
الذكاء الاجتماعي (Social Intelligence): وهو القدرة على فهم الآخرين والتعامل معهم بفاعلية.
3. نظرية العوامل الجماعية (Group Factor Theory)
يعتقد **ثيرستون (Thurstone)** مبلور هذه النظرية أن الذكاء يتكون من عدد من القدرات أو العوامل العقلية الأولية وهذه القدرات مستقل بعضها عن بعض استقلالاً نسبياً لا مطلقاً باعتبار تضافر هذه القدرات بعضها مع بعض في الإنتاج العقلي، لكن بنسب متفاوتة.
يطلق على هذه النظرية تسميات عديدة منها نظرية العوامل الطائفية ونظرية العوامل الأولية ونظرية القدرات الأولية. لكن ما القدرات أو العوامل الأساسية التي يتكون منها الذكاء كما ترى هذه النظرية؟
القدرة اللفظية (verbal ability): هي القدرة على فهم معاني المفردات والترابط اللغوي، واستيعاب الاتصال اللغوي.
القدرة العددية (Numerical ability): يقصد بها القدرة على إجراء العمليات الحسابية الأربع بسرعة ودقة.
القدرة المكانية (Spatial ability): تشير إلى القدرة على تصور حركات الأشياء وأوضاعها المختلفة في أثناء الحركة وبعبارة أخرى هي القدرة على تصور العلاقات المكانية والأشكال والحكم عليها بدقة.
الطلاقة اللغوية (Word fluency): تتبدى هذه القدرة في سرعة الفرد على تكوين الكلمات المنفصلة واستخدامها بسهولة.
القدرة على التذكر (Retrieval): تشير إلى قدرة الفرد على استرجاع ما تعلمه من كلمات أو أشكال وأرقام وفقرات أو تصاميم، أو قدرته على تعرف ذلك.
المحاكمة العقلية الاستقرائية (Inductive Reasoning): هي القدرة على الوصول إلى مبدأ عام أو قانون أو نظام أو تعميم أو كشف ذلك اعتماداً على معلومات محددة جزئية وبعبارة أخرى هي القدرة على الانتقال من الشواهد الجزئية إلى الكل.
السرعة الإدراكية (Perceptual Speed): تتجلى هذه القدرة في سرعة تعرف الفرد وتمييزه أوجه الشبه والاختلاف بين عدة أشياء من حيث الشكل، والحجم والطول، وغيرها.
وتوضيحاً لما سبق افترض ثيرستون في البداية أن هذه القدرات غير مترابطة، لكنه وجد، باستخدام منهجه الخاص في تحليل العوامل أن هذه القدرات مترابطة بشكل جوهري وإيجابي، وعليه فلا بد من وجود عوامل أخرى مسؤولة عن هذا الترابط. وفي هذا المقام يرى ثيرستون أن هناك عاملاً عاماً يدخل في بعض العمليات العقلية ولا يدخل في غيرها، ويربط هذا العامل بينها، ويعطيها وحدة نفسية ووظيفية تميزها عن غيرها من العمليات العقلية، وتكون هذه العمليات فيما بينها مجموعة أو طائفة لها عاملها الخاص، ومن ثم توجد مجموعات أخرى من العمليات كل منها لها عاملها الخاص.
نموذج بناء الذكاء
طور **جلفورد (Guilford)** نموذجاً لتوضيح طبيعة الذكاء ومكوناته، وفي محاولة منه لتنظيم القدرات والنشاطات العقلية المختلفة ضمن منظومة متناسقة. وبناء على هذا النموذج يتصور جلفورد الذكاء بشكل بناء يتكون من **ثلاثة أبعاد رئيسة** يشتمل كل بعد منها على مستويات عديدة:
لعلك لاحظت عزيزي الطالب أن الأبعاد الرئيسية للذكاء من منظور جلفورد هي: بعد العمليات وبعد المحتوى، وبعد النتاجات. أرى الآن أنه من السهل عليك أن تعدد المستويات الفرعية لكل بعد رئيس، وذلك بالرجوع إلى الشكل السابق.
نظرية الذكاء المتعدد (Multiple Intelligences Theory)
في عام (1983م) توصل **جاردنر (Gardner)** لنظرية جديدة أطلق عليها نظرية الذكاء المتعدد، حيث تختلف هذه النظرية عن النظريات التقليدية في نظرتها إلى الذكاء الإنساني على أنه **نشاط عقلي حقيقي** لا مجرد قدرة للمعرفة الإنسانية، ولذلك سعى في نظريته إلى توسيع مجال الإمكانات الإنسانية بحيث تتعدى تقدير نسبة الذكاء.
وقد أكد جاردنر في نظريته أن القدرات التي يمتلكها الناس تقع في **ثمانية أصناف** من الذكاء هي:
الذكاء اللغوي: القدرة على التعبير عن النفس والأفكار والمواقف، والقدرة على ترتيب عرض المعاني والكلمات. فهؤلاء الطلبة الذين يظهرون تفوقاً في فنون اللغة كالاستماع والكلام والقراءة والكتابة وهم الذين يسيطرون على أذهان مصممي المناهج، وهم الذين يعتبرهم المعلمون متفوقين في النظام التقليدي القائم.
الذكاء المنطقي (العددي) الرياضي: القدرة على التعامل مع الرياضيات والمسائل المنطقية المعقدة، وهؤلاء هم الطلبة الذين يظهرون تفوقاً في التعامل مع الأرقام وتفسير وتحليل وحل المشكلات، وهم مع سابقيهم (أصحاب الذكاء اللغوي) يتمتعون بالإشباع والتعزيز في التعليم التقليدي القائم.
الذكاء البصري المكاني: القدرة على الاستيعاب عن طريق الصور وتشكيلها، والقدرة على استيعاب العالم المرئي بدقة وإعادة تشكيله بصرياً ومكانياً في الذهن أو على الورق كما نراه لدى التشكيليين والمعماريين والمصممين، ويميل هؤلاء إلى أن يروا ما يحدثهم المعلم عنه ليفهموه، وهم يستمتعون في تعلمهم باللوحات التوضيحية والأشكال البيانية والخرائط والجداول والعروض والصور.
الذكاء البدني الحركي: القدرة على استخدام الجسم استخداماً ماهراً للتعبير عن النفس أو تجاه هدف محدد، أو القدرة على تنمية المهارات البدنية الحركية، ويستفيد الأذكياء في هذا النمط من الأنشطة والألعاب الحركية، والمهام اليدوية، والتركيبات الحسية، ويوصف هؤلاء الطلبة عادة في حجرات الدراسات التقليدية بأنهم غير منضبطين حركياً.
الذكاء الموسيقي: القدرة على فهم وتركيب الأنغام والإيقاعات، وهؤلاء يفهمون أفضل من خلال الغناء والإنشاد والترنيم والتعبير الموسيقي والآلي، ويشمل هؤلاء الموسيقيين والملحنين والمنشدين.
الذكاء الشخصي: يتجلى في فهم الطالب لنفسه ومشاعره وأفكاره وقيمه الذاتية. والأذكياء في هذا النمط يظهرون الميل إلى المحافظة الاجتماعية، إلا أنهم حساسون متنبهون لما يتعلمون، والعلاقة ذلك بذواتهم. ومن هؤلاء كتاب القصة والرواية والاستشاريون النفسيون.
الذكاء الاجتماعي: القدرة على إدراك وفهم الآخرين أمزجتهم وأذواقهم ورغباتهم، والقدرة على التواصل وإقامة العلاقات. وهؤلاء يتعلمون بالتعاون في المجموعات أو مع الشركاء، وهم الذين اعتاد المعلمون في التدريس التقليدي اتهامهم بالثرثرة وكثرة الكلام.
الذكاء الطبيعي: القدرة على معرفة وتصنيف النباتات والحيوانات والمعادن، والقدرة على التقاط الفروق الدقيقة بين الأشياء، وهؤلاء يحبون التعلم واكتساب الخبرات خارج قاعات الدرس من خلال الرحلات الاستكشافية والبرية.
ومن خلال استعراض أنواع الذكاء الثمانية السابقة، تبدو الإجابة أكثر وضوحاً في عملية تصنيف الأشخاص، فهنالك من تظهر الموهبة أو الذكاء لديه في المجال الحركي، وآخرون تبدو جلية في الذكاء اللغوي، في حين تتميز لدى فئات أخرى في الجانب المنطقي.. الخ، وهذا يجعل في الحكم بالفشل أو النجاح على فرد أو مجموعة أفراد لعجزه عن تحقيق النتائج المرجوة في جانب معين نوعاً من التحيز ومحاولة صب جميع الأفراد في قالب واحد.
العلماء طالبوا نفسهم على مدى سنوات طويلة: "هل الذكاء قدرة واحدة عامة؟ أم هو مزيج من قدرات مختلفة؟" والجواب ما زال محل بحث، لكن ظهرت نظريات كثيرة.
الذكاء كعوامل (G و S): يعتقد سبيرمان أن كل فكرة نعملها تتضمن "عامة" (G) توجد في كل الأنشطة العقلية، و"خاصة" (S) تخص نشاط معين.
الذكاء كعوامل متعددة: يرى ثورندايك أن الذكاء عبارة عن قدرات كثيرة مستقلة تشترك أحيانًا، واقترح أنواعًا: المجرد، المادي، الاجتماعي.
الذكاء كعوامل جماعية: يرى ثيرستون أن القدرات مترابطة بشكل نسبي، وحدد 7 قدرات أولية مثل اللفظية، العددية، المكانية.
الذكاء كنظام (نموذج جلفورد): يرى جلفورد أن الذكاء مثل بناء من 3 أبعاد: العمليات (مثل التفكير)، المحتوى (مثل الرموز)، النتاجات (مثل العلاقات).
الذكاء المتعدد (جاردنر): اقترح جاردنر 8 أنواع من الذكاء، كل نوع يمثل قدرة مميزة: لغوي، منطقي-عددي، بصري-مكاني، بدني-حركي، موسيقي، شخصي، اجتماعي، طبيعي.
السؤال: ما السؤال الذي يحاول العلماء الإجابة عليه عند دراسة طبيعة الذكاء؟
الإجابة: هل الذكاء مكون من قدرة عقلية واحدة عامة، أم من قدرات عقلية متعددة ومستقلة؟
السؤال: ما معنى العامل العام (G) والخاص (S) في نظرية سبيرمان؟
الإجابة: العامل العام (G) موجود في كل النشاطات العقلية، والعامل الخاص (S) موجود في بعض النشاطات دون الأخرى.
السؤال: ما أنواع الذكاء الثلاثة التي اقترحها ثورندايك؟
الإجابة: الذكاء المجرد، الذكاء المادي أو الميكانيكي، الذكاء الاجتماعي.
السؤال: ما هي القدرات العقلية الأولية حسب نظرية العوامل الجماعية (ثيرستون)؟
الإجابة: القدرة اللفظية، القدرة العددية، القدرة المكانية، الطلاقة اللغوية، القدرة على التذكر، المحاكمة العقلية الاستقرائية، السرعة الإدراكية.
السؤال: ما هي الأبعاد الثلاثة الرئيسية في نموذج جلفورد للذكاء؟
الإجابة: العمليات، المحتوى، النتاجات.
السؤال: كم نوعًا من الذكاء اقترحها جاردنر؟
الإجابة: اقترح 8 أنواع من الذكاء.
4. قياس الذكاء واختباراته
حاولنا في القسم السابق استعراض أبرز النظريات التي تصدت لتفسير طبيعة الذكاء. ولعلك لاحظت، عزيزي الطالب، أن بعض العلماء اعتبروا الذكاء قدرة عقلية عامة، في حين عده بعضهم الآخر مجموعة من القدرات العقلية المتعددة المستقلة أو المترابطة، ومهما يكن من أمر هذا الاختلاف فالبحث في طبيعة الذكاء أثرى مجالات الذكاء المختلفة بمعلومات ومبادئ علمية وتطبيقية قيمة. فعلى سبيل المثال، لاحظنا في أثناء استعراضنا السابق أن اهتمام العلماء بطبيعة الذكاء هدف - بحد ذاته – إلى تعرف حقيقته أو كنهه إضافة إلى استخلاص بعض صفاته ومزاياه التي قد يستفاد منها في قياس الذكاء وبناء اختباراته المناسبة. وفي هذا القسم، تنتقل وإياك إلى موضوع حيوي هو قياس الذكاء واختباراته، ولنبدأ أولاً بـ:
المحاولات العلمية المبكرة في قياس الذكاء
انبثقت المحاولة الحقيقية الأولى لقياس الذكاء من ضرورة عملية؛ فقد كلف العالم الفرنسي **الفرد بينيه (Binet)** بتحديد الطلبة غير القادرين على الاستفادة من التعليم الرسمي لوضعهم في صفوف خاصة، وهذه المهمة الحكومية الرسمية جعلته يصمم اختباراً للكشف عن أولئك الطلبة، والتمييز بينهم وبين العاديين. وبالفعل قام **بينيه عام (1905) ببناء أول اختبار لقياس الذكاء**. وفي عام 1908 قام بينيه ومساعده سيمون (Simon) بمراجعة هذا الاختبار وتطويره حيث جرى تجميع الأسئلة في مجموعات محددة لكل عمر من الأعمار، وفي عام 1910 قام جودارد (Godard) بترجمة هذا الاختبار إلى الإنجليزية وتعديله بعض الشيء لتطبيقه على الأمريكيين. وفي عام 1916 قام **لويس تيرمان (Terman)** بمراجعة علمية شاملة لهذا الاختبار وتعديله وحساب معاييره لتتلاءم مع الأفراد الأمريكيين وأطلق على هذا الاختبار اسم **ستانفورد بينيه**.
وبعد محاولة بينيه الرائدة في قياس الذكاء ظهر عدد كبير من اختبارات الذكاء ومنها:
2.4 مفهوم اختبارات الذكاء (Intelligence Tests)
اختبار الذكاء هو **مقياس موضوعي ومقنن** لقياس عينة من العمليات، أو القدرات العقلية لدى الفرد، ويشتمل هذا الاختبار على مجموعة من الأسئلة أو المهام التي ينبغي على المفحوص القيام بها. وقد تكون طبيعة هذه الأسئلة أو المهام أسئلة شفوية أو كتابية تحريرية، وقد تكون عملية أدائية معينة كالرسم، أو تكوين الأشكال وغيرها مما سنراه عند الحديث عن أنواع الاختبارات الذكائية. وبشكل عام نقول إن الأسئلة والمهام التي تتضمنها اختبارات الذكاء تختلف باختلاف النظرية العلمية التي يتبناها واضع الاختبار.
ويتمثل الهدف الرئيس لاختبارات الذكاء في التمييز بين الأفراد ذوي القدرات العقلية المختلفة من موهوبين وأذكياء ومتوسطين ودون الوسط، إضافة إلى أنها تميز لنا الفروق العقلية في ذات الفرد الواحد أي معرفة القدرات العقلية المتوافرة في الفرد بدرجة أكبر من غيرها. فمثلاً، إذا طبقنا اختبار ذكاء ما على مجموعة من الأفراد، نستطيع بعد تصحيحه واستخراج نتائجه أن نحدد ونرتب الأفراد من ذوي القدرة الذكائية المرتفعة، ومن ذوي الذكاء المتوسط، ومن هم ذوو الذكاء المنخفض، كذلك لو أخذنا نتائج اختبار أي فرد منهم لاستطعنا أن نحدد جوانب التميز والضعف لديه فقد تكون قدرة هذا الفرد على الاستدلال أفضل من قدرته على الانتباه والتذكر، مثلاً.
ماذا تستفيد من اختبارات الذكاء؟
يساعد اختبار الذكاء القائمين على العملية التعليمية في تمييزهم لمستويات الطلبة العقلية المختلفة من موهوبين وأذكياء ومتوسطين وبطيئي التعلم ومتخلفين عقلياً؛ إذ أن معرفة هذه المستويات العقلية المتباينة تساعد المسؤولين على وضع برامج تربوية وتعليمية، تدريبية أو علاجية، تتناسب وحدود قدرات الطلبة وإمكانياتهم.
تزود اختبارات الذكاء المسؤولين بأدوات قياسية دقيقة لتصنيف الطلبة إلى تخصصات أو صفوف متجانسة في قدراتها العقلية.
يستطيع التربويون استخدام نتائج اختبارات الذكاء في إرشاد الطلبة، وتوجيههم إلى الاختيار والدراسة للمواضيع والتخصصات التي تتناسب وقدراتهم. وننوه إلى أن اختبارات الذكاء تستخدم في مجالات حياتية مختلفة؛ فقد استخدمت هذه الاختبارات في الجيش لتصنيف المجندين وتوزيعهم على مجالات عسكرية مختلفة، وكذلك تستخدم في مجالات الصناعة والإدارة لاختيار العمال وتصنيفهم تمهيداً لوضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وأخيراً تستخدم بعض اختبارات الذكاء في تشخيص الجوانب العقلية لدى المرضى النفسيين.
أسس تصنيف اختبارات الذكاء
تباينت أسس تصنيف اختبارات الذكاء تبعاً لتباين وجهات المشتغلين في قياس الذكاء. وفي هذا المقام نعتمد بعدين أساسيين في تصنيف هذه الاختبارات هما: **طريقة الإجراء** و**طريقة المحتوى**.
وتصنف اختبارات الذكاء حسب طريقة إجرائها إلى نوعين هما:
اختبارات ذكاء فردية.
اختبارات ذكاء جماعية.
في حين تصنف هذه الاختبارات على أساس محتواها (المحتوى) إلى:
اختبارات لفظية.
اختبارات أدائية.
اختبارات شبه أدائية.
وما تجدر الإشارة إليه أن بعض الاختبارات قد تدرج في أكثر من تصنيف، فمثلاً يصنف **اختبار ستانفورد بينيه** على أنه اختبار **فردي** لأنه يطبق على مفحوص واحد، وفي الوقت نفسه يصنف ضمن الاختبارات **اللغوية**، أو اللفظية لأنه يعتمد استخدام اللغة بشكل أساسي. وما ينطبق على اختبار بينيه نراه في حالات عديدة.
نستخلص مما سبق أن اختلاف أسس التصنيف يرجع إلى تعدد وجهات نظر العلماء والباحثين، وإلى تباين اهتماماتهم العلمية ونظرياتهم الأساسية في كل متغير من المتغيرات النفسية.
1.3.4. حساب العمر العقلي ونسبة الذكاء
حتى نحسب العمر العقلي ونسبة الذكاء للطفل وفق **اختبار ستانفورد بينيه**، وهو كما قلنا من الاختبارات الفردية اللغوية، نقوم بما يلي:
تطبيق الاختبار على الطفل مع تأكيد ضرورة تكوين علاقة مريحة بين الفاحص والمفحوص حتى لا يتأثر أداء الطفل بالقلق والرهبة، أو التوتر، أو الخجل.
يبدأ الفاحص بالأسئلة الأقل من مستوى الطفل المتوقع وذلك لتحديد **العمر القاعدي (Basal Age)** له، فالعمر القاعدي هو: **مستوى السنة التي يجيب الطفل عندها عن جميع أسئلة الاختبار إجابات صحيحة**.
يتابع الفاحص تقديم أسئلة اختبارات الأعمار المختلفة للمفحوص، ويتوقف الفحص عندما يصل إلى أسئلة الاختبار الذي يفشل الطفل فيه في الإجابة عن جميع الأسئلة وهذا ما يسمى بـ**العمر الأقصى**. فالعمر الأقصى هو **مستوى السنة التي يفشل فيها الطفل في الإجابة عن جميع أسئلة الاختبار**.
مثال توضيحي لحساب العمر العقلي:
لدينا طفل في الخامسة من عمره (عمره الزمني 5 سنوات). أجاب إجابات صحيحة عن جميع الأسئلة في مستوى الخامسة. ثم ارتقينا به، واختبرناه في أسئلة مستوى ست سنوات، فأجاب عن أربعة فقط. ثم تدرجنا معه إلى سن سبع سنوات، فأجاب عن سؤالين فقط. ثم وصلنا إلى سن ثماني سنوات، فأجاب عن سؤال واحد فقط. ثم عجز تماماً عن أسئلة مستوى سن تسع السنوات.
العمر القاعدي للطفل: هو خمس سنوات (لأنه اجتاز كل أسئلته). بالأشهر = 5 × 12 = 60 شهراً.
الأسئلة الإضافية: (4 أسئلة في سن 6) + (2 سؤال في سن 7) + (1 سؤال في سن 8) = 7 أسئلة.
العمر العقلي = العمر القاعدي بالأشهر + الأشهر المضافة = 60 + 14 = 74 شهراً (أي 6 سنوات وشهران).
العمر الأقصى: هو مستوى السنة الذي توقف (عجز) فيه عن الإجابة ويساوي 9 سنوات.
نسبة الذكاء (Intelligence Quotient - IQ)
نسبة الذكاء = (العمر العقلي (MA) ÷ العمر الزمني (CA)) × 100
لحساب نسبة ذكاء الطفل في المثال السابق:
نسبة الذكاء = (74 شهراً ÷ 60 شهراً) × 100 = 124
وإذا افترضنا أن نسبة ذكاء الطفل المتوسط في المجموعة التي قنن الاختبار عليها تساوي (100) فإن نسبة ذكاء هذا الطفل تساوي أو تزيد عن 93% من أقرانه في السن نفسها.
2.3.4. اختبارات الذكاء الجمعية (Group Intelligence Tests)
تهدف اختبارات الذكاء الجمعية إلى قياس ذكاء مجموعة كبيرة من الأفراد في وقت واحد، بعكس الاختبارات الفردية التي لا تطبق إلا على مفحوص واحد. وقد ظهرت الحاجة إلى مثل هذه الاختبارات الجمعية إبان الحرب العالمية الأولى، ومن أمثلتها **اختبار أوتس** الذي صمم لقياس ذكاء المجندين وتكون من شقين هما **ألفا (للمتعلمين)** و**بيتا (لغير المتعلمين)**.
قلة النفقات والتكاليف المترتبة على وضعها وتقنينها.
يمكن استخدامها مع المراهقين والراشدين بالكفاءة والدقة نفسيهما اللتين تستخدم بهما الاختبارات الفردية.
تستخدم لتصفية الأعداد الكبيرة من العمال والموظفين، واختيار طلبة المدارس والجامعات.
السلبيات (جوانب القصور):
لا تعطي النتائج الدقيقة نفسها التي تعطيها الاختبارات الفردية وبخاصة عند تطبيقها على الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة.
لا توفر للأطفال الدافعية للاستمرار في أداء الاختبار (الطفل بحاجة لتشجيع مستمر).
لا تزودنا بمعلومات تشخيصية عن وضع الأطفال، في حين يعد الاختبار الفردي ذا قيمة تشخيصية كبيرة.
3.3.4. الاختبارات الأدائية (Performance Tests)
تستخدم هذه الاختبارات لقياس ذكاء الأفراد ممن **لا يمتلكون قدرات لغوية مناسبة** توصل استجاباتهم للآخرين (مثل الأطفال الصغار، أو الأطفال الصم أو البكم، أو ضعاف العقول، أو الأميين أو الأجانب).
تتطلب الاختبارات الأدائية من الفرد القيام بمهام عقلية ذات طبيعة حركية كبناء شكل من مكعبات خشبية أو رسم شكل، أو صورة، أو تجميع أجزاء صورة مبعثرة، أو المرور بقلم في متاهة مرسومة على الورق.
ومن الاختبارات الأدائية المشهورة **اختبار آرثر (Arther Test)** الذي يقيس ذكاء الأطفال بين (4 و 15) سنة.
4.3.4. الاختبارات شبه الأدائية
يقصد بها الاختبارات التي تقيس ذكاء الفرد من خلال تقديم مجموعات خاصة من الاختبارات الفرعية **اللغوية**، إضافة إلى مجموعات خاصة من الاختبارات **الأدائية** التي تتطلب قيام الفرد بمهام حركية أدائية تنظيمية. ومن أشهر الاختبارات في هذا المجال تلك التي قام بها **ديفيد وكسلر (Wechsler)**:
اختبار وكسلر - بلفيو عام (1939) (WBS)
اختبار وكسلر للأطفال عام 1949 (WISC)
اختبار وكسلر لذكاء الراشدين (1955) (WAIS)
اختبار وكسلر لرياض الأطفال والمرحلة الابتدائية 1963 (WPPSI)
ويتميز اختبار وكسلر للأطفال بما يلي:
سهولة تطبيقه وتصحيحه إذا قورن باختبار ستانفورد بينيه.
يستطيع تقويم القدرة الفارقة لدى الفرد في النواحي اللغوية والأدائية بموضوعية أفضل.
يعد وسيلة جيدة للتشخيص الإكلينيكي وهذا ما تفتقر إليه الاختبارات الأخرى.
تصنيف نسب الذكاء على مقياس وكسلر للأطفال (WISC)
نسبة الذكاء
التصنيف
69 وأقل
متخلف عقلياً
70-79
بين الغباء والضعف العقلي
80-89
غبي
90-109
متوسط الذكاء
110-119
ذكي
120-129
متفوق
130 فما فوق
متفوق جداً
5.3.4. الاختبارات غير المتحيزة ثقافياً (Culture-Free Tests)
هي الاختبارات التي تعتمد أقل ما يمكن على المعرفة أو التربية أو العوامل الثقافية. وقد ظهرت هذه الاختبارات رد فعل على كثير من اختبارات الذكاء المشبعة بالعوامل الثقافية المختلفة.
ومن الاختبارات الشائعة في هذا المجال:
اختبار المصفوفات المتتابعة الذي وضعه **رافن (Raven)**
اختبار دافيزر إيلز
اختبار معهد الينوي
اختبار كاتل
وبشكل عام، تقيس هذه الاختبارات القدرة العقلية العامة دون الاعتماد على اللغة والقراءة أو العوامل الثقافية، وهي تستخدم أشكالاً، أو رسومات أو تصاميم هندسية يطلب من المفحوص إعادة ترتيبها، أو تغييرها، أو تحليلها إلى أجزاء أو إكمالها.
بدأ قياس الذكاء بشكل منظم مع العالم الفرنسي "بينيه" لمساعدة المدارس. تم تطوير الاختبارات لاحقًا، أشهرها "ستانفورد بينيه".
ما هو اختبار الذكاء؟ هو مقياس مصمم لقياس قدرات عقلية معينة، مثل الفهم، التفكير، الذاكرة.
ما فوائده؟ يساعد في معرفة مستوى ذكاء الطالب، وتحديد من هم الموهوبون أو من يحتاجون مساعدة، وتوجيههم للدراسة المناسبة.
أنواع الاختبارات:
حسب الطريقة: فردية (يتم تطبيقها على شخص واحد)، جماعية (يتم تطبيقها على مجموعة).
حسب المحتوى: لفظية (تعتمد على الكلام واللغة)، أدائية (تعتمد على الأفعال والرسم)، شبه أدائية (مزيج من الاثنين).
العمر العقلي ونسبة الذكاء: العمر العقلي هو مستوى الأسئلة التي أجاب عنها الطفل بشكل صحيح. نسبة الذكاء (IQ) تُحسب بقسمة العمر العقلي على العمر الزمني وضرب الناتج في 100.
اختبارات أخرى: مثل اختبارات وكسلر، واختبارات غير متحيزة ثقافيًا.
السؤال: من قام ببناء أول اختبار لقياس الذكاء؟
الإجابة: قام الألفرد بينيه عام (1905) ببناء أول اختبار لقياس الذكاء.
السؤال: ما هو اختبار ستانفورد بينيه؟
الإجابة: هو تعديل قام به لويس تيرمان عام 1916 لاختبار بينيه، وحساب معاييره لتتلاءم مع الأفراد الأمريكيين.
السؤال: ما مفهوم اختبارات الذكاء؟
الإجابة: اختبار الذكاء هو مقياس موضوعي ومقنن لقياس عينة من العمليات، أو القدرات العقلية لدى الفرد.
السؤال: ما الهدف الرئيسي لاختبارات الذكاء؟
الإجابة: الهدف الرئيسي هو التمييز بين الأفراد ذوي القدرات العقلية المختلفة.
السؤال: ما فوائد اختبارات الذكاء؟
الإجابة: تمييز المستويات العقلية، تصنيف الطلبة، إرشاد الطلبة، الاستخدامات في الجيش والصناعة.
السؤال: كيف تُصنف اختبارات الذكاء حسب طريقة الإجراء؟
الإجابة: إلى اختبارات ذكاء فردية، واختبارات ذكاء جماعية.
السؤال: كيف تُصنف حسب المحتوى؟
الإجابة: إلى اختبارات لفظية، وأدائية، وشبه أدائية.
السؤال: ما هو العمر القاعدي؟
الإجابة: هو مستوى السنة التي يجيب الطفل عندها عن جميع أسئلة الاختبار إجابات صحيحة.
السؤال: ما هو العمر الأقصى؟
الإجابة: هو مستوى السنة التي يفشل فيها الطفل في الإجابة عن جميع أسئلة الاختبار.
السؤال: كيف تُحسب نسبة الذكاء (IQ)؟
الإجابة: نسبة الذكاء = (العمر العقلي ÷ العمر الزمني) × 100.
السؤال: ما مزايا الاختبارات الجماعية؟
الإجابة: سهولة التطبيق، سرعة التصحيح، قلة التكاليف، استخدامها لتصفيات الأعداد الكبيرة.
السؤال: ما سلبيات الاختبارات الجماعية؟
الإجابة: لا تعطي نتائج دقيقة مثل الفردية، لا توفر دافعية للأطفال، لا تزود بمعلومات تشخيصية.
السؤال: من يُستخدم معهم الاختبار الأدائي؟
الإجابة: الأفراد الذين لا يمتلكون قدرات لغوية مناسبة.
السؤال: ما هو مثال لاختبار أدائي؟
الإجابة: اختبار آرثر.
السؤال: ما هو مثال لاختبار شبه أدائي؟
الإجابة: اختبارات وكسلر.
السؤال: ما مميزات اختبار وكسلر للأطفال؟
الإجابة: سهولة التطبيق، تقويم القدرة اللغوية والأدائية، التشخيص الإكلينيكي.
السؤال: ما هي الاختبارات غير المتحيزة ثقافياً؟
الإجابة: هي الاختبارات التي تعتمد أقل ما يمكن على المعرفة أو التربية أو العوامل الثقافية.
5. مفاهيم تربوية ذات صلة بالذكاء
يهدف هذا القسم إلى توضيح العلاقة بين الذكاء، وبعض المفاهيم التربوية التعليمية التي تزودك بتصورات تعليمية عملية تمكنك من زيادة فاعلية عملية تدريسك وكفايتها، وتعطي تنبؤاتك لبعض أنماط طلبتك السلوكية.
1.5. الذكاء والتعلم
حتى تتضح لك العلاقة بين الذكاء والتعلم لا بد من تذكيرك ببعض النظريات النفسية التي بحثت في هذا المجال.
نظرية الجشتالت النفسية: تعتقد أن التعلم يقوم على **الملاحظة والتفكير والذكاء**، لأن التعلم برأيهم ليس مجرد ارتباطات بين مثيرات واستجابات بل هو فهم كلي للموقف بأكمله لا لأجزائه فرادى، وحتى يحدث التعلم لا بد من أن يقوم الفرد بعملية **الاستبصار العقلية** التي تسمح له بإعادة تنظيم الموقف تنظيماً يسمح بإبراز عناصره المهمة في مجال إدراكه.
يرى الجشتالتيون أن قدرة الفرد على الاستبصار تتحدد بمستوى **ذكائه وعمره وخبراته**.
يرى الجشتالتيون أنه حتى يتم التعلم لدى الفرد لا بد من توافر عدد من القدرات والعمليات العقلية التالية: دقة الملاحظة، والقدرة على التذكر، والقدرة على رؤية العلاقات المهمة، وكذلك القدرة على التعميم والتمييز، إضافة إلى القدرة على استخدام الرموز المجردة والتخطيط والاستنتاج. إن هذه القدرات والعمليات تكون الذكاء بشكل أو بآخر.
نظرية كاتل: بإمكاننا أن نوضح العلاقة بين الذكاء والتعلم من خلال نظرية كاتل المتعلقة بالذكاء المرن و**الذكاء المبلور**؛ فهو يرى أن الذكاء المبلور يتأثر بعوامل البيئة والتعلم في تطوره خلال مراحل النمو المختلفة.
نستخلص مما سبق أن الذكاء ضرورة مهمة للتعلم الإنساني، فكلما كان الفرد على درجة أكبر من الذكاء كان اكتسابه للخبرات وتعلمها أفضل وأدق.
2.5. الذكاء والتحصيل الدراسي
يتبدى لنا من خلال خبراتنا الحياتية أن الطفل الذكي ينجح في المدرسة أكثر من الطفل البطيء التعلم، وأن المراهق الذكي يستطيع مواصلة دراسته الجامعية في حين يفشل المراهق ذو القدرة العقلية المنخفضة في الوصول إليها، ولكننا قد نجد بعض ذوي القدرات العقلية المتوسطة متفوقين تفوقاً عالياً في التحصيل، وفي المقابل قد نجد بعض ذوي القدرات العقلية المرتفعة متدنين في التحصيل، فكيف نفسر ذلك؟
وجد أن **معامل الارتباط بين الذكاء والتحصيل الدراسي أكبر في مراحل التعليم الأولى** مما هو عليه في المراحل العليا والجامعة؛ فقد وجد أن معامل الارتباط بين الذكاء والتحصيل الدراسي هو **0.75** لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية و **0.50** بين طلبة الجامعات.
أما كون هذه المعاملات جزئية فيشير إلى أن التحصيل يتأثر بعوامل أخرى غير الذكاء، وأما انخفاضها بتقدم المرحلة التعليمية فالمرجح أنه يرجع إلى توقف التحصيل في الجامعة إلى حد كبير على الاستعدادات الخاصة وعلى الميول والاهتمامات والاتزان العاطفي للطالب، أو لأن بعض الأذكياء الممتازين ينصرفون عن التحصيل إلى نواح أخرى.
الذكاء مهم جدًا في التعلم. كلما زاد ذكاء الشخص، زادت سرعة تعلمه وفهمه.
الذكاء والتعلم: نظريات مثل "الجشتالت" تقول إن التعلم يحتاج إلى ملاحظة وتفكير وفهم، وهذه مهارات مرتبطة بالذكاء. الذكاء المبلور يتأثر بالبيئة والتعلم.
الذكاء والتحصيل: هناك علاقة قوية بين الذكاء والتحصيل الدراسي، خاصة في المراحل المبكرة. لكن في الجامعات، تقل هذه العلاقة لأن التحصيل يتأثر أيضًا بالاهتمام، الدافعية، والانضباط.
السؤال: ما العلاقة بين الذكاء والتعلم حسب نظرية الجشتالت؟
الإجابة: تعتقد نظرية الجشتالت أن التعلم يقوم على الملاحظة والتفكير والذكاء، ويتطلب فهمًا كليًا للموقف وعملية استبصار عقلي.
السؤال: ما القدرات العقلية التي تساعد على التعلم حسب الجشتالتيين؟
الإجابة: دقة الملاحظة، والقدرة على التذكر، والقدرة على رؤية العلاقات المهمة، والقدرة على التعميم والتمييز، والقدرة على استخدام الرموز المجردة والتخطيط والاستنتاج.
السؤال: ما هو الذكاء المبلور حسب نظرية كاتل؟
الإجابة: الذكاء المبلور يتأثر بعوامل البيئة والتعلم في تطوره خلال مراحل النمو المختلفة.
السؤال: ما العلاقة بين الذكاء والتحصيل الدراسي في المراحل المبكرة؟
الإجابة: معامل الارتباط بين الذكاء والتحصيل الدراسي أكبر في مراحل التعليم الأولى (0.75 في الابتدائي).
السؤال: لماذا تنخفض العلاقة بين الذكاء والتحصيل في الجامعات؟
الإجابة: لأن التحصيل في الجامعة يتأثر بعوامل أخرى مثل الاستعدادات الخاصة، الميول، الاهتمامات، الاتزان العاطفي، أو انشغال بعض الأذكياء بمجالات أخرى.
6. مفهوم الإبداع وتعريفاته
1.6. تعريفات
أما الأقسام التالية من هذه الوحدة فتطرح موضوع الإبداع: مفهومه وتعريفاته وطبيعته والعلاقة بينه وبين الذكاء، إضافة إلى خصائص المبدعين ودور المدرسة والمعلم في تنمية الإبداع والتفكير الإبداعي ورعايته. ويهدف هذا القسم إلى توضيح مفهوم الإبداع، وتحديد أبرز خصائصه من خلال استعراض أهم التعريفات التي قدمت له:
الإبداع: هو الوحدة المتكاملة لمجموعة من العوامل الذاتية والموضوعية التي تقود إلى تحقيق إنتاج جديد وأصيل وذي قيمة من قبل الفرد والجماعة.
الإبداع: هو عملية عقلية يستطيع من خلالها الفرد الوصول إلى أفكار أو نتاجات جديدة، أو إعادة ربط أفكار ونتاجات موجودة بطريقة جديدة مبتكرة.
الإبداع: هو قدرة الفرد على ابتكار نتاجات تتسم بالأصالة والبراعة، أو وضع حلول للمشكلات.
الإبداع: هو طريقة جديدة لحل مشكلة ما بطريقة منطقية.
الإبداع: هو القدرة على التعامل بطريقة مريحة مع المشكلات الغامضة أو غير المحددة، وإيجاد مداخل جديدة وأصيلة، وتجريب أساليب وتطبيقات جديدة تماماً.
الإبداع: هو المبادأة التي يبديها الفرد في قدرته على التخلص من السياق العادي للتفكير واتباع نمط جديد من التفكير.
الإبداع: هو عملية صب عدة عناصر متداعية في قالب جديد يحقق احتياجات معينة أو فائدة ما.
تعريف مقترح للإبداع:
»نشاط إنساني ذهني راق ومتميز ناتج عن تفاعل عوامل عقلية وشخصية واجتماعية لدى الفرد، بحيث يؤدي هذا التفاعل إلى نتاجات أو حلول جديدة مبتكرة للمشكلات النظرية أو التطبيقية في أي مجال من المجالات العلمية أو الحياتية، وتتصف هذه النتاجات بـ**الحداثة والأصالة والمرونة والقيمة الاجتماعية**.«
2.6. مراحل عملية الإبداع
يرى **والاس وماركسبري (Wallas & Marksberry)** أن عملية الإبداع تمر بأربع مراحل متباينة تتولد في أثنائها الفكرة الجديدة، وهذه المراحل هي:
مرحلة الإعداد (Preparation): يجري الوصول إلى تصور دقيق للمشكلة أو الموقف الغامض وذلك بعد تحديد المشكلة وعناصرها، وجمع المعلومات عنها، وتنظيمها، وترتيبها.
مرحلة الاحتضان (Incubation): فتتمثل في تنظيم المعلومات والخبرات المتعلقة بالمشكلة واستيعابها وهضمها بشكل جيد، وذلك بعد استبعاد العناصر والشوائب التي ليس لها علاقة بالمشكلة تمهيداً للحل. ويمكن لهذه المرحلة أن تدوم فترة قصيرة أو طويلة.
مرحلة الإلهام والإشراق (Illumination): حيث يأتي الحل في هذه المرحلة، لذا تسمى بـ**شرارة الإبداع**، أو اللحظة الإبداعية التي تتولد فيها الفكرة الجديدة التي تؤدي بدورها إلى حل المشكلة.
مرحلة التحقيق (Verification): هنا يتأكد المبدع من صحة الحل ودقته ويقوم بعملية تجريب الحل واختباره، والتحقق من فائدته وأهميته.
3.6. مكونات الإبداع
يهدف هذا الجزء إلى توضيح مكونات الإبداع، أي القدرات والأنماط التفكيرية التي يتضمنها الإبداع، وإليك وصفاً موجزاً لهذه القدرات:
1.3.6. الطلاقة (Fluency)
يقصد بها القدرة على **توليد أكبر عدد من الأفكار الإبداعية** وإنتاجها. فالفرد المبدع على درجة مرتفعة من القدرة على سيولة الأفكار وسهولة توليدها.
ويحدد قطامي (1990) أنواع الطلاقة:
طلاقة الأشكال: كأن يعطى الفرد رسمة على شكل كرة ويطلب منه إجراء إضافات بسيطة بحيث يصل إلى أشكال متعددة وحقيقية.
طلاقة الرموز أو طلاقة الكلمات: هي قدرة الفرد على توليد كلمات تنتهي أو تبدأ بحرف معين، أو تقديم كلمات على وزن معين (مثل: اذكر أكبر عدد ممكن من الكلمات على وزن حصان).
طلاقة المعاني أو الأفكار: تتمثل في قدرة الفرد على إعطاء أكبر عدد ممكن من الأفكار المرتبطة بموقف معين (مثل: ماذا يحدث لو حدثت حرب نووية؟).
الطلاقة التعبيرية: تتمثل في قدرة الفرد على صياغة الأفكار الصحيحة أو إصدار أفكار متعددة في موقف محدد شريطة أن تتصف هذه الأفكار بالثراء والتنوع.
طلاقة التداعي: تتجسد في قدرة الفرد على توليد عدد كبير من الألفاظ التي تتوافر فيها شروط معينة من حيث المعنى.
2.3.6. المرونة (Flexibility)
هي قدرة الفرد على إعطاء **أفكار مختلفة ومتنوعة** بسهولة. فالفرد المبدع لديه القدرة على مواجهة موقف ما بأنماط وأساليب عقلية متنوعة. فالمرونة بعكس الجمود أو التصلب العقلي، لأنها قدرة الفرد على تغيير حالته الذهنية بتغيير الموقف. ويجري التعبير عن المرونة بمظهرين: المرونة التكيفية، والمرونة التلقائية.
3.3.6. الأصالة (Originality)
يقصد بها قدرة الفرد على إعطاء حلول، أو أفكار **جديدة مبتكرة غير مألوفة**؛ فأصالة الإنتاج الإبداعي تعني تميزه أو تفرده وعدم خضوعه لما هو شائع أو تقليدي.
الفرق بين الأصالة والطلاقة: الأصالة تتحدد في **قيمة الأفكار وحداثتها ونوعيتها**، أما الطلاقة فتتحدد في **كمية** الأفكار.
الفرق بين الأصالة والمرونة: الأصالة تؤدي إلى نفور الفرد من تكرار ما يفعله الآخرون، أما المرونة فتشير إلى نفور الشخص من تكرار تصوراته أو أفكاره الخاصة.
4.3.6. التفصيل (الإفاضة) (Elaboration)
الإفاضة تشير إلى قدرة الفرد على **تقديم إضافات، أو زيادات جديدة** لفكرة أو عمل ما من ناحية من نواحي قدرته المختلفة حتى يصبح على درجة أكبر من التطور أو الاتساع أو التفصيل، أو الإتقان.
5.3.6. الحساسية للمشكلات (Sensitivity to Problems)
يتصف الفرد ذو الحساسية للمشكلات بأنه يستطيع أن يكشف أوجه الشبه بين أشياء وظواهر مختلفة في ظاهرها، أو عن أوجه الاختلاف بين الظواهر التي يراها الناس متشابهة. وبمعنى آخر، هي قدرة الفرد على رؤية الكثير من المشكلات في الموقف الواحد، أو **قدرته على إدراك ما لا يدركه الآخرون** من أخطاء أو نواحي نقص أو ثغرات.
ما هو الإبداع؟ هو إنتاج أفكار أو أشياء جديدة ومفيدة. هو تفكير يخرج عن المألوف.
stages الإبداع:
الإعداد: جمع المعلومات وفهم المشكلة.
الاحتضان: التفكير في المشكلة بعمق، قد يكون بوعي أو بدون وعي.
الإلهام: لحظة الظهور لفكرة جديدة!
التحقيق: اختبار الفكرة والتأكد من أنها جيدة.
مكونات الإبداع:
الطلاقة: القدرة على إنتاج عدد كبير من الأفكار.
المرونة: القدرة على التفكير بطرق مختلفة.
الأصالة: القدرة على إنتاج أفكار جديدة وغير مألوفة.
التفصيل: القدرة على تطوير الفكرة وتوسيعها.
الحساسية للمشكلات: القدرة على رؤية المشكلات التي لا يراها الآخرون.
السؤال: ما تعريف الإبداع المقدم في هذا الكتاب؟
الإجابة: نشاط إنساني ذهني راق ومتميز ناتج عن تفاعل عوامل عقلية وشخصية واجتماعية لدى الفرد، بحيث يؤدي هذا التفاعل إلى نتاجات أو حلول جديدة مبتكرة للمشكلات النظرية أو التطبيقية في أي مجال من المجالات العلمية أو الحياتية، وتتصف هذه النتاجات بالحداثة والأصالة والمرونة والقيمة الاجتماعية.
السؤال: ما مراحل عملية الإبداع؟
الإجابة: مرحلة الإعداد، مرحلة الاحتضان، مرحلة الإلهام والإشراق، مرحلة التحقيق.
السؤال: ما معنى مرحلة الإلهام والإشراق؟
الإجابة: حيث يأتي الحل، تسمى بشرارة الإبداع أو اللحظة الإبداعية التي تتولد فيها الفكرة الجديدة التي تؤدي إلى حل المشكلة.
السؤال: ما معنى الطلاقة في الإبداع؟
الإجابة: هي القدرة على توليد أكبر عدد من الأفكار الإبداعية.
السؤال: ما معنى المرونة في الإبداع؟
الإجابة: هي قدرة الفرد على إعطاء أفكار مختلفة ومتنوعة بسهولة.
السؤال: ما معنى الأصالة في الإبداع؟
الإجابة: هي قدرة الفرد على إعطاء حلول أو أفكار جديدة مبتكرة غير مألوفة.
السؤال: ما الفرق بين الأصالة والطلاقة؟
الإجابة: الأصالة تتحدد في قيمة الأفكار وحداثتها ونوعيتها، أما الطلاقة فتتحدد في كمية الأفكار.
السؤال: ما معنى التفصيل (الإفاضة)؟
الإجابة: هي قدرة الفرد على تقديم إضافات أو زيادات جديدة لفكرة أو عمل ما.
السؤال: ما معنى الحساسية للمشكلات؟
الإجابة: هي قدرة الفرد على رؤية الكثير من المشكلات في الموقف الواحد، أو قدرته على إدراك ما لا يدركه الآخرون من أخطاء أو نواحي نقص.
4.6. قياس الإبداع (Measurement Creativity)
يصنف جالجر مقاييس الإبداع إلى فئتين:
**الاختبارات النفسية:** تهدف إلى تحديد المهارات العقلية المميزة للإبداع (مثل اختبار تورانس وجلفورد).
**المالحظة وقوائم التقدير الذاتي:** تهدف إلى تحديد الخصائص الشخصية والانفعالية للمبدعين.
أهمية وجود اختبارات ومقاييس الإبداع:
تساعد في تكوين صورة دقيقة عن إمكانيات الأطفال وقدراتهم المستقبلية.
تساعد على توضيح الإبداع بوصفه قدرة نفسية وتوفر أساليب قياسية موضوعية للحكم عليه.
تسهم في اختصار الجهد في عملية الاختبار والاختيار للمؤسسات التعليمية والعلمية.
تتيح التعرف على التغيرات في القدرة الإبداعية في المواقف والشروط المختلفة.
5.6. الذكاء والإبداع
تضاربت الآراء حول العلاقة بين الذكاء والإبداع. ونورد هنا أهم الاستنتاجات العلمية:
الذكاء ضرورة أساسية للإبداع، إلا أن الحد الأدنى المطلوب من الذكاء يختلف من نشاط إلى آخر.
الإبداع العلمي: يتطلب حداً أدنى (125) درجة ذكاء.
الإبداع الفني: يتطلب حداً أدنى بين (95-100) درجة.
هناك اتفاق على أن الأفراد الذين ينخفض ذكاؤهم عن المتوسط لن يكونوا مبدعين. أما الأفراد في مستوى الذكاء العادي أو المتوسط أو العالي فيمكن أن يكونوا مبدعين أو لا يكونوا كذلك، والذي يقرر إبداعهم هو توافر **عوامل شخصية وانفعالية أخرى**، إضافة إلى الذكاء وقدرات التفكير التباعدي (التشعيبي).
قياس الإبداع: يمكن قياس الإبداع باستخدام اختبارات نفسية (مثل تورانس) أو من خلال ملاحظة الشخص.
أهمية القياس: يساعد على فهم قدرات الشخص وتطويرها.
العلاقة بين الذكاء والإبداع: الذكاء مهم للإبداع، لكن ليس كافياً وحده. يحتاج الإبداع لعوامل أخرى مثل الشجاعة، الحماس، التفكير المرن. الحد الأدنى للذكاء يختلف حسب نوع الإبداع.
الإجابة: تكوين صورة عن الإمكانيات، توضيح الإبداع كقدرة نفسية، اختصار الجهد، التعرف على التغيرات في القدرة.
السؤال: ما العلاقة بين الذكاء والإبداع؟
الإجابة: الذكاء ضرورة أساسية للإبداع، لكن الأفراد دون المتوسط لن يكونوا مبدعين، والذكاء وحده لا يكفي، يحتاج عوامل شخصية وانفعالية.
السؤال: ما الحد الأدنى المطلوب من الذكاء للإبداع العلمي؟
الإجابة: يتطلب حداً أدنى (125) درجة ذكاء.
السؤال: ما الحد الأدنى المطلوب من الذكاء للإبداع الفني؟
الإجابة: يتطلب حداً أدنى بين (95-100) درجة.
7. تنمية الإبداع والتفكير الإبداعي في المدرسة ورعايتهما
1.7. أهمية التعليم والتعلم الإبداعيين
يرى ترفنجر (Treffinger) أن تعليم الإبداع ضرورة مهمة لأنه يعمل على:
استثارة إمكانيات الطفل على حل المشكلات مستقبلاً.
زيادة فعالية الأطفال ونشاطهم خاصة عندما لا يكون المعلم معهم.
إشاعة الرضا والسرور في نفوس الأطفال.
يسهم في تطوير قدرة الأفراد على التكيف مع البيئة والأوضاع الجديدة المتغيرة.
يشبع حاجات حقيقية لدى الطلبة كالاستطلاع والاكتشاف والتجربة.
يزود الطلبة بدافع داخلي يفوق جميع الدوافع الخارجية.
يسهم في تحسين مستوى الصحة النفسية للطلبة.
2.7. طرق التدريب على الإبداع والتفكير الإبداعي
يرى تورنس (Torrance) أن الإبداع صفة مكتسبة يمكن تعليم الطلبة وتدريبهم عليها. ويصنف قطامي (1990) الطرق المستخدمة في التدريب على الإبداع إلى فئتين: طرق فردية وطرق جماعية.
أبرز الطرق الفردية:
لعب الدور (Role Playing): تعتمد على اختيار الطفل دور ما بشخصية تتفق وقدراته وميوله الإبداعية.
حصر الصفات (ذكر الخصائص): تهدف إلى تدريب الطلبة على تعديل الأشياء وتطويرها والخروج بنتاجات جديدة.
القوائم (Checklists): تعتمد على طرح مجموعة أسئلة يتطلب كل سؤال منها إجراء تعديل أو تغيير من نوع معين.
التحليل المورفولوجي: تهدف لتدريب الطلبة على حل المشكلات بطريقة إبداعية من خلال تحديد المشكلة وتحليلها إلى عناصرها.
نموذج باكسا (Paksa Model): وضعه تايلور بهدف تطوير بعض العادات والمهارات الإبداعية لدى الأطفال.
2.2.7. الطرق الجماعية وأبرزها:
1) طريقة العصف الذهني (Brain Storming)
ابتكرها **أزبورن (Osborn)**، وتقوم على تشجيع الأصالة والمرونة والطلاقة في التفكير من خلال طرح مشكلة محددة على مجموعة من الأفراد (5-10)، ويطلب من كل منهم طرح أكبر قدر من الحلول لها **دون أي انتقاد** لأي فكرة من الأفكار المطروحة.
تقوم هذه الطريقة على مسلمتين:
تكليف الأفراد بالتفكير في مشكلة محددة يساعدهم في استثارة الأفكار وتدفقها.
الطريقة تضمن لكل فرد أن يقدم أي فكرة مهما كانت؛ لأنه لا يسمح بأي انتقاد أثناء الجلسة.
شروط نجاح طريقة العصف الذهني (أوزبون):
إرجاء أي تقييم أو انتقاد لأي فكرة مطروحة وتأجيله إلى ما بعد انتهاء الجلسة.
تشجيع كل فرد على تقديم الحلول التي يراها ممكنة (التداعي الحر).
التأكيد على أن يعطي كل فرد **أكبر عدد ممكن من الحلول** (الكمية قد تؤدي للنوعية).
تشجيع الأفراد المشاركين على بناء أفكار متكاملة وتطويرها من خلال ربط أفكارهم ببعضها.
2) طريقة تألف الأشتات (Synectics)
وتقوم هذه الطريقة على عمليتين أساسيتين هما:
جعل الغريب أو غير المألوف مألوفاً.
جعل المألوف غريباً.
3.7. خصائص معلم الطلبة المبدعين
يعد المعلم متغيراً أساسياً مهماً في تربية الإبداع. وهذه الخصائص متميزة في المعلم:
توافر الدافعية والانتماء الحقيقي للتدريس.
توافر خلفية معرفية واسعة والاعتماد على مصادر التعلم المختلفة.
الإيمان بتميز الطلبة وتفردهم والاهتمام بمراعاة الفروق الفردية.
4.7. دور المعلم في تنمية الإبداع والتفكير الإبداعي
أهم الاقتراحات والتوصيات التي تمخضت عنها الدراسات والبحوث في مجال تنمية المعلم للإبداع:
تشجيع كل طالب لديه القدرة على الإبداع في جانب ما.
الابتعاد عن التعلم القائم على الحفظ والاستظهار لأنه يعمل على سلبية المتعلم.
تشجيع الطلبة في اكتشاف بيئتهم ومصادرها من خلال الرحلات والزيارات الميدانية.
تشجيع الطلبة على تقديم إجابات جديدة وغير مألوفة للمشكالت.
توفير بيئة صفية مدرسية معززة للذكاء ونمو الإبداع.
توفير الأمن النفسي للطلبة من حيث احترام أفكارهم وآرائهم وأسئلتهم.
تنمية حب الاستطلاع لدى الطلبة.
تحرير الطلبة من الخوف من الوقوع في الخطأ.
ابتعاد المعلم عن فرض حلوله وآرائه على طلبته.
تصميم المواقف التعليمية المساعدة على استثارة أنماط السلوك الإبداعي.
تشجيع المعلم للتفكير التشعيبي (التفريقي) وتقبله.
تشجيع الطلبة على الثقة بأحكامهم وقراراتهم.
تقبل الأفكار غير المألوفة أو المعارضة للآخرين.
تكليف الطلبة بواجبات مفتوحة لإتاحة الحد الأقصى من الفرص للاستقصاء.
تنويع مستويات الأسئلة والتركيز على الأسئلة ذات الإجابات المفتوحة.
تشجيع الطلبة على المطالعة والقراءة التحليلية الناقدة.
استخدام الألعاب ذات الطابع العلمي الهادفة إلى تنشيط القدرات العقلية.
استخدام الاستراتيجيات المختلفة في التدريب على الإبداع كالعصف الذهني، وتمثيل الأدوار.
تكوين معرفة علمية واتجاهات إيجابية نحو الإبداع والمبدعين.
لماذا نعلم الإبداع؟ لأنه يساعد الطلاب على حل المشكلات، يزيد نشاطهم، يشبع فضولهم، ويعزز صحتهم النفسية.
كيف ندرب على الإبداع؟
طرق فردية: مثل لعب الأدوار، أو تعديل الأشياء.
طرق جماعية: مثل "العصف الذهني" حيث يُطلب من المجموعة تقديم أكبر عدد ممكن من الأفكار دون نقد.
خصائص معلم الإبداع: يجب أن يكون متحمسًا، واسع المعرفة، يحترم الطلاب، مرنًا، ويعرف كيف يعلم الإبداع.
دور المعلم: يجب أن يشجع الطلاب، لا يعتمد على الحفظ، يوفر بيئة آمنة، يستخدم أسئلة مفتوحة، ويستخدم طرقًا تدريبية متنوعة.
السؤال: ما أهمية التعليم والتعلم الإبداعيين؟
الإجابة: استثارة إمكانيات الطفل، زيادة الفعالية، إشاعة الرضا، تطوير القدرة على التكيف، شبع الحاجات، دافع داخلي، تحسين الصحة النفسية.
السؤال: من يرى أن الإبداع صفة مكتسبة؟
الإجابة: يرى تورنس (Torrance) أن الإبداع صفة مكتسبة.
السؤال: ما أبرز الطرق الفردية لتدريب الإبداع؟
الإجابة: لعب الدور، حصر الصفات، القوائم، التحليل المورفولوجي، نموذج باكسا.
السؤال: من ابتكر طريقة العصف الذهني؟
الإجابة: ابتكرها أزبورن (Osborn).
السؤال: ما مسلمتا طريقة العصف الذهني؟
الإجابة: تكليف الأفراد بالتفكير في مشكلة محددة يساعدهم في استثارة الأفكار، وتضمن لكل فرد أن يقدم أي فكرة مهما كانت.
السؤال: ما شروط نجاح طريقة العصف الذهني؟
الإجابة: إرجاء التقييم، تشجيع الحلول، أكبر عدد من الحلول، بناء الأفكار.
السؤال: ما مبدأ طريقة تألف الأشتات؟
الإجابة: جعل الغريب مألوفاً، وجعل المألوف غريباً.
السؤال: ما خصائص معلم الطلبة المبدعين؟
الإجابة: دافعية، خلفية معرفية، إيمان بالطلاب، قدرة على الاستثارة، روية، سعة أفق، عدالة، احترام، إلمام بالطرق، محبة، مرونة، رغبة في التعلم، إلمام بالإبداع.
السؤال: ما دور المعلم في تنمية الإبداع؟
الإجابة: تشجيع، الابتعاد عن الحفظ، اكتشاف البيئة، إجابات جديدة، بيئة صفية، أمن نفسي، حب الاستطلاع، تحرير من الخوف، عدم فرض الآراء، تصميم المواقف، التفكير التشعيبي، الثقة، تقبل الأفكار، واجبات مفتوحة، أسئلة مفتوحة، المطالعة، الألعاب، الاستراتيجيات، معرفة واتجاهات.
مسرد المصطلحات (الوحدة الخامسة)
الإبداع (Creativity): نشاط إنساني ذهني راق متميز ناتج عن تفاعل عوامل عقلية وشخصية واجتماعية، تؤدي إلى نتاجات أو حلول جديدة مبتكرة.
اختبارات ذكاء أدائية (Performance Intelligence Tests): الاختبارات التي تستخدم المهام العقلية ذات الطبيعة الحركية العملية كالرسم أو تجميع الأشكال.
اختبارات ذكاء جمعية (Group Intelligence Tests): اختبارات تهدف إلى قياس ذكاء مجموعة كبيرة من الأفراد في وقت واحد.
اختبارات غير متحيزة ثقافياً (Culture-Free Tests): الاختبارات التي تقيس القدرة العقلية العامة للفرد بمعزل عن اللغة أو الثقافة أو المجتمع.
اختبارات ذكاء فردية (Individual Intelligence Tests): اختبارات تهدف إلى قياس ذكاء فرد واحد بعينه.
أصالة (Originality): قدرة الفرد على إعطاء حلول أو أفكار جديدة مبتكرة وغير مألوفة.
إلهام (إشراق) (Illumination): اللحظة الإبداعية التي تتولد فيها الفكرة الجديدة التي تؤدي إلى حل المشكلة.
تفكير تشعيبي (تفريقي) (Divergent Thinking): قدرة الفرد على التفكير في اتجاهات متعددة، أو قدرته على إعطاء أكثر من بديل أو احتمال أو إجابة لمشكلة ما.
تفكير تقاربي (تجميعي) (Convergent Thinking): قدرة الفرد في الوصول إلى استجابة صحيحة واحدة لمشكلة ما.
تقنين الاختبار (Test Standardization): ترجمة الاختبار الأصلي إلى لغة البلد الذي سيتم تطبيق الاختبار فيه، واستخراج معايير الصدق والثبات.
الحساسية للمشكلات (Sensitivity to Problems): قدرة الفرد على رؤية الكثير من المشكلات في الموقف الواحد، أو قدرته على إدراك ما لا يستطيع الآخرون إدراكه.
ذكاء اجتماعي (Social Intelligence): القدرة على فهم الآخرين والتعامل معهم بفاعلية.
ذكاء مبلور (محدد) (Crystalized Intelligence): مفهوم وضعه كاتل ليشير إلى جوانب القدرة العقلية التي تتأثر بعوامل البيئة والتعلم خلال مراحل النمو المختلفة.
الذكاء السائل (المرن) (Fluid Intelligence): الكفاءة العقلية المتحررة نسبياً من العوامل الثقافية، وتعتمد بشكل كبير على الأبنية الفيزيولوجية الوراثية.
طلاقة (Fluency): قدرة الفرد على إعطاء أكبر عدد ممكن من الأفكار الإبداعية أو توليدها.
عصف ذهني (Brain Storming): طريقة من طرق التدريب على الإبداع تهدف إلى تشجيع الأصالة والمرونة والطلاقة في التفكير.
عمر عقلي (Mental Age): درجة ذكاء الفرد بالقياس إلى أفراد من مستوى عمره الزمني.
عمر قاعدي (Basal Age (BA)): مستوى السنة التي يجيب الفرد عندها عن جميع أسئلة الاختبار إجابة صحيحة.
نسبة الذكاء (Intelligence Quotient (IQ)): طريقة رقمية لوصف الذكاء تمثل العمر العقلي إلى العمر الزمني مضروبة في مئة.
الوحدة السادسة: التذكر والنسيان والحفظ
2. التذكر
1.2. مقدمة
اهتم علماء النفس بدراسة الذاكرة البشرية. ويتخذ علماء النفس المعاصرون منحى يتسق مع التصورات المعرفية للسلوك، ويدعى بـ**منحنى معالجة المعلومات (Information Processing Approach)**.
2.2. نظام معالجة المعلومات
بدأ العلماء بالنظر إلى الإنسان كنظام متطور جداً لمعالجة المعلومات. إن أي نظام لمعالجة المعلومات يؤدي ثلاث مهام أساسية هي:
استقبال المعلومات الخارجية (المدخلات - Inputs) وتحويلها أو ترجمتها.
الاحتفاظ ببعض هذه المدخلات على شكل تمثيلات معينة.
التعرف على هذه التمثيلات واستدعاؤها واستخدامها في الوقت المناسب.
وإذا نظرنا إلى الذاكرة البشرية كنظام معالجة معلومات، فيجب أن تتضمن ثلاث مراحل معالجة، هي مرحلة **الترميز (Encoding)**، ومرحلة **الاحتفاظ أو التخزين (Storage)**، ومرحلة **الاستعادة أو التذكر (Retrieval)**.
1.2.2. مرحلة الترميز (Encoding)
إن معرفة الإنسان بالعالم الخارجي ليست معرفة مباشرة؛ فالمثيرات غير المرمزة لا تشكل جزءاً من خبرتنا. وتقع ظاهرة **الانتباه الانتقائي (Selective Attention)** في صلب مهمة المعلم، وهي قدرة الفرد على تركيز انتباهه نحو بعض المثيرات البيئية دون الأخرى.
يرى الباحثون أن نظام معالجة المعلومات البشري يمكن أن يستخدم إستراتيجيتين مختلفتين في معالجة المعلومات أثناء عملية الترميز، وهما:
إستراتيجية المعالجة المتسلسلة (Serial Processing): حيث يقوم الفرد بمعالجة مثير بعد آخر.
إستراتيجية المعالجة المتوازية (Parallel-Processing): وتشير إلى ترميز المثيرات المتزامنة جميعها في وقت واحد، ثم الاحتفاظ بالمثير الهدفي وإهمال المثيرات الأخرى.
2.2.2. مرحلة التخزين (الاحتفاظ) (Storage)
ينزع الباحثون المعاصرون إلى التمييز بين نوعين للذاكرة هما: **الذاكرة القصيرة المدى** و**الذاكرة الطويلة المدى**.
1. الذاكرة القصيرة المدى (Short-term memory)
يمكن الاحتفاظ بالكثير من المعلومات المرمزة لفترات زمنية قصيرة جداً (لا تتجاوز ربع الثانية) في **مخزن المعلومات الحسي (Sensory-information storage)**. غير أن كمية معينة تنتقل إلى مركز الذاكرة القصيرة المدى (Short-memory storage) وتعالج بطريقة تمكن من الاحتفاظ بها لفترة زمنية أطول.
عملية **التسميع (Rehearsal)** (مثل ترديد رقم هاتف) هي عامل مهم في نقل المعلومات المرمزة من مخزن المعلومات الحسي إلى مخزن الذاكرة القصيرة المدى.
أفادت بعض الدراسات أن في قدرة الذاكرة القصيرة المدى الاحتفاظ بعدد من وحدات المعلومات المرمزة يتراوح بين **(5) و (9) وحدات**.
2. الذاكرة الطويلة المدى (Long-term memory)
تستطيع الاحتفاظ بكمية كبيرة جداً من المعلومات، ولفترات زمنية طويلة قد تصل إلى عدة سنوات، وتسمى أيضاً **الذاكرة الدائمة**.
يمكن تعريف الذاكرة الطويلة المدى بأنها: **نظام تخزيني منظم على نحو رفيع جداً، وقادر على الاحتفاظ بكمية غير محدودة من المعلومات، ولفترة زمنية غير محدودة أيضاً**.
3.2.2. مرحلة التذكر (الاسترجاع) (Retrieval)
التذكر (الاسترجاع): هو قدرة المرء على استدعاء أو إعادة مادة تعلمها واحتفظ بها في ذاكرته، أو قدرة المرء على التعرف إلى حدث أو شيء سبق له أن تعلمه أو عرفه، وتمييزه عن غيره.
3.2. مراحل عملية التذكر
مرحلة البحث عن المعلومات: يبدأ بفحص واسع المدى للمعلومات العامة ذات العلاقة.
مرحلة تجميع المعلومات وتنظيمها: تقوم بها **الذاكرة العاملة (Working memory)** باستقبال المعلومات الصادرة عن الذاكرة الطويلة المدى وتجميعها وسد الفجوات بينها.
مرحلة الأداء الذاكري: هي المرحلة الأخيرة للاسترجاع، وقد تأخذ شكل استجابات ظاهرة (حركية أو لفظية) أو مضمرة.
4.2. مثيرات التذكر (Retrieval Cues)
يمكن تقسيم مثيرات التذكر كما يلي:
المعنى الإجمالي للموضوع: يصبح مؤثراً في تذكر أجزائه.
العنوان: يعد نوعاً من المعنى الإجمالي، وذكره كافٍ لتذكره.
المعنى الجزئي: يكفي أن تمر بنا حقيقة لنتذكر حقيقة أخرى مرتبطة بها.
تداعي المعاني: المعنى قد يدعو بطبيعة ارتباطاته السابقة معنى آخر وهكذا.
الارتباط الزماني والمكاني: يعد مؤثراً قوياً (مثل الاستيقاظ في ساعة معينة).
5.2. العوامل المؤثرة في عملية التذكر
عوامل خاصة بالمتعلم نفسه: (النضج والعمر الزمني، الاستعدادات والقدرات العقلية، الميول والدوافع، الخبرات السابقة، الخصائص الانفعالية).
عوامل خاصة بالخبرات المراد تعلمها: (درجة وضوح الغرض من التعلم، درجة وضوح العلاقات بين الخبرات، درجة ارتباط الخبرات بميول الفرد).
عوامل خاصة بطريقة التعلم: (اتجاهات التعلم السائدة، مثل الاتجاهات المعرفية أو السلوكية).
6.2. عوائق التذكر (Barriers to Memory)
الحالة الانفعالية: الانفعال كالغضب أو الخوف يعجز عن تذكر كثير من الحقائق. (مثال: أثر الخوف في الامتحانات الشفهية).
الشعور الذاتي: إحساس الفرد المفرط بشخصه ووجوده (كتلعثم الخطباء أمام الجماهير).
تشتت الانتباه: إذا لم يكن انتباه المتعلم مركزاً في موضوع تفكيره.
7.2. قواعد تيسر عملية التذكر
القضاء على عدم الثقة بالنفس.
القضاء على كل انفعال نفسي كالغضب أو القلق أو الخوف.
الرجوع إلى الظرف المكاني والزماني الذي جرت فيه المذاكرة.
ترك الموضوع جانباً بعض الوقت والرجوع إليه من جديد.
الذاكرة مثل كمبيوتر، تتعامل مع المعلومات من خلال ثلاث مراحل: الترميز (أول ما نفهم الشيء)، التخزين (أول ما نخزن المعلومة)، والاسترجاع (أول ما نتذكرها).
الترميز: هو أول ما نحول المعلومة حتى تدخل في ذاكرتنا. الانتباه الانتقائي مهم جدًا.
الاحتفاظ: هناك نوعان: الذاكرة القصيرة المدى (تتذكر شوية أرقام أو كلمات لوقت قصير) والطويلة المدى (تتذكر أشياء كتير لفترات طويلة).
التذكر: هو القدرة على استرجاع المعلومة. هناك مراحل: البحث، تجميع المعلومات، ثم الأداء (أي قولها أو كتابتها).
مثيرات التذكر: أشياء تساعدنا نتذكر، مثل رؤية مكان معين أو اسم.
العوامل المؤثرة: الحالة النفسية، طريقة التعلم، الخبرات السابقة.
عوائق التذكر: الخوف، الغضب، تشتت الانتباه.
السؤال: ما هو نظام معالجة المعلومات؟
الإجابة: هو نظام يؤدي ثلاث مهام: استقبال المعلومات، الاحتفاظ بها، واستدعاؤها واستخدامها.
السؤال: ما هي مراحل معالجة المعلومات في الذاكرة؟
الإجابة: الترميز، الاحتفاظ أو التخزين، الاستعادة أو التذكر.
السؤال: ما معنى الانتباه الانتقائي؟
الإجابة: هي قدرة الفرد على تركيز انتباهه نحو بعض المثيرات البيئية دون الأخرى.
السؤال: ما معنى الترميز؟
الإجابة: هو تحويل معلومات إلى شكل أو تمثيل آخر.
السؤال: ما نوعا الذاكرة؟
الإجابة: الذاكرة القصيرة المدى، والذاكرة الطويلة المدى.
السؤال: ما معنى التسميع؟
الإجابة: هو ترديد المعلومات (مثل ترديد رقم هاتف) لنقلها من الذاكرة القصيرة إلى الطويلة.
السؤال: ما معنى التذكر؟
الإجابة: هو قدرة المرء على استدعاء أو إعادة مادة تعلمها واحتفظ بها في ذاكرته، أو التعرف إلى حدث أو شيء سبق له أن تعلمه.
السؤال: ما مراحل عملية التذكر؟
الإجابة: مرحلة البحث عن المعلومات، مرحلة تجميع المعلومات وتنظيمها، مرحلة الأداء الذاكري.
السؤال: ما هي مثيرات التذكر؟
الإجابة: عوامل فعلية تساعد على التذكر مثل المعنى الإجمالي، العنوان، المعنى الجزئي، تداعي المعاني، الارتباط الزماني والمكاني.
السؤال: ما العوامل المؤثرة في التذكر؟
الإجابة: عوامل المتعلم، عوامل الخبرات، عوامل الطريقة.
السؤال: ما عوائق التذكر؟
الإجابة: الحالة الانفعالية، الشعور الذاتي، تشتت الانتباه.
3. النسيان
1.3. مقدمة
النسيان (Forgetfulness): هو فقد المادة المحفوظة في الذاكرة. ويقاس النسيان عن طريق تحديد الفرق بين أقصى درجة ممكنة للحفظ، ودرجة الحفظ الفعلية المقيسة.
يشير مفهوم النسيان المعاصر إلى أن عدم القدرة على تذكر الحوادث الماضية يعود في معظمه إلى **الفشل في ترميز أو تخزين هذه الحوادث على نحو مناسب**، أو إلى **فشل الاستراتيجيات المستخدمة في استعادتها**.
أكثر أسباب النسيان شيوعاً تعود إلى عدم القدرة على استعادة المعلومات المرغوب فيها من مخزن الذاكرة الطويلة المدى، وبخاصة في الأوضاع التي تستثير حالات الضغط أو التوتر (كأوضاع الامتحانات).
2.3. النظريات الرئيسة في النسيان
1. نظرية الإعفاء (التلاشي التدريجي)
إن أبسط نظرية وضعت هي أن **مرور الزمن يؤدي بآثار الذاكرة إلى أن تذوب فتتلاشى**. هناك أدلة كثيرة على خطأ هذه النظرية (مثل عدم نسيان السباحة رغم عدم التدريب لسنوات). فالزمن وحده لا يفسر كل ما نعرفه عن النسيان.
2. نظرية التدخل أو الإقحام (Interference Theory)
سادت هذه النظرية كنظرية لتفسير النسيان. إن فشل المرء في استدعاء معلومات سبق له أن تعلمها، يرجع إلى **تعلم معلومات أو بيانات أخرى**، بشكل يؤدي إلى عرقلة التذكر. (أي إن التعلم الجديد يعرقل استدعاء التعلم الأقدم منه).
في تجارب جنكنز ودلنباخ (1924)، وجدوا أن القدرة على التذكر كانت أقل بعد فترة العمل اليقظ (بسبب التدخل) مقارنة بالمجموعة التي نامت بعد الحفظ مباشرة.
3. نظرية الاسترجاع (Retrieval Theory)
تنص على أن النسيان عندما يحدث لا يعني بالضرورة أن المعلومات فقدت من الذاكرة تماماً، بل إنها **لم تجد المثيرات أو التلميحات (المفاتيح) (Cues/Clues) الكافية لتسمح باسترجاعها**. وهذا يعني أن درجة التذكر تتوقف على توافر المفاتيح المناسبة لاسترجاع المعلومات المخزونة.
3.3. أسباب النسيان
النسيان بسبب مرور الزمن: (نظرية الإعفاء).
النسيان بسبب ضعف المذاكرة: (مذاكرة ناقصة، بعكس المذاكرة الكافية).
نسيان بسبب خطأ في أسلوب التعلم: (المذاكرة الموزعة خير من المذاكرة المستمرة).
النسيان بسبب العوامل الشخصية: (الرغبة اللاشعورية في كبت بعض الحوادث المؤلمة).
ما هو النسيان؟ هو فقدان المعلومة من الذاكرة.
النظريات:
نظرية الإعفاء: تقول إن المعلومة تنسى لأن الزمن يمر فقط. لكنها غير صحيحة دائمًا.
نظرية التدخل: تقول إن معلومة جديدة تمنعنا نتذكر معلومة قديمة.
نظرية الاسترجاع: تقول إن المعلومة ما زالت موجودة، لكننا ننسى لأننا ما نلاقيش "مفتاح" نفتح به المعلومة.
أسباب النسيان: مرور الزمن، المذاكرة الضعيفة، أسلوب التعلم الخاطئ، عوامل نفسية.
السؤال: ما تعريف النسيان؟
الإجابة: هو فقد المادة المحفوظة في الذاكرة.
السؤال: ما نظرية الإعفاء؟
الإجابة: تقول أن مرور الزمن يؤدي بآثار الذاكرة إلى أن تذوب فتتلاشى.
السؤال: ما نظرية التدخل؟
الإجابة: تقول أن فشل استدعاء معلومات سابقة يرجع إلى تعلم معلومات أخرى.
السؤال: ما نظرية الاسترجاع؟
الإجابة: تقول أن المعلومات لم تفقد من الذاكرة، بل لم تجد مثيرات كافية لاسترجاعها.
السؤال: ما أسباب النسيان؟
الإجابة: مرور الزمن، ضعف المذاكرة، خطأ في أسلوب التعلم، العوامل الشخصية.
4. الحفظ
1.4. مفهوم الحفظ
الحفظ هو المرحلة التي تفصل بين التعلم أو المذاكرة وبين التذكر. وهو ليس بعملية، بل **حالة استقرار أو ركود نسبي**.
2.4. قياس الحفظ
التذكر هو المقياس الوحيد للحفظ. وهناك طريقتان أساسيتان لقياس درجة الحفظ:
طريقة حساب النسبة: حساب النسبة بين المادة الأصلية وما يمكن استذكاره منها (مثال: تذكر 13 كلمة من 20 = 65%).
طريقة التعلم من جديد: نطلب من الشخص إعادة حفظ المادة. المجهود المبذول في المرة الثانية يكون أقل، والفرق يدل على درجة الحفظ.
3.4. العوامل التي تساعد على الحفظ
وجود النية أو القصد: (تعمد التعرف على شخص لمصلحة يجعلك لا تنسى اسمه بسهولة).
استعمال الصور الذهنية: (أهمية وسائل الإيضاح السمعية والبصرية).
الربط: (ربط الحروف بأشياء معهودة للطفل، مثل "أ" أرنب).
الوزن والإيقاع: (له أثر عظيم في تسهيل الحفظ، كألفية ابن مالك).
تقسيم الدرس إلى وحدات طبيعية: (الطريقة الكلية ثم التقسيم لوحدات).
4.4. أثر النوم في الحفظ
أثبتت التجارب الحديثة أن للنوم أثراً واضحاً في تثبيت الحفظ لاسيما إذا كان **مباشرة بعد المذاكرة**. الفترة التي يقضيها المتعلم في النوم ليست فترة خمود كلي، بل هي ذات أثر فعلي إيجابي في ما سبق تعلمه.
نتائج الأبحاث عن تأثير النوم في الحفظ:
النوم مباشرة بعد المذاكرة يساعد على تثبيت الحفظ.
يؤخر النوم ابتداء عملية النسيان الطبيعي.
يقضي النوم على السقوط الفجائي لخط الحفظ أو النسيان.
5.4. الحفظ وعلاقته بالمعنى والفهم
من المعترف به أن الإنسان **أسرع في حفظ المادة التي يفهمها** من تلك التي يجهلها. حينما نصف أمراً ما بأنه مفهوم، فإننا نعني بذلك أنه قد توافر فيه واحد أو أكثر من الأمور التالية:
أولاً: أن يكون للإنسان به خبرة سابقة.
ثانياً: حسن العرض والترتيب (العرض المنطقي).
ثالثاً: وضوح العلاقة بين العناصر والنتيجة.
ما هو الحفظ؟ هو تثبيت المعلومة في الذاكرة بين التعلم والتذكر.
كيف نقيس الحفظ؟ نقيسه من خلال قدرتنا نتذكر المعلومة لاحقًا.
كيف نحسن الحفظ؟ بوجود نية، استخدام الصور الذهنية، ربط الأشياء ببعض، استخدام الوزن والإيقاع، تقسيم الدرس.
النوم: النوم بعد المذاكرة يساعد يثبت المعلومة ويمنع النسيان.
المعنى والفهم: نحن نحفظ الأشياء المفهومة أسهل من الأشياء التي لا نفهمها. المعلومة المفهومة تكون مرتبطة بخبرات سابقة أو منظمة بشكل منطقي.
السؤال: ما مفهوم الحفظ؟
الإجابة: هو المرحلة التي تفصل بين التعلم أو المذاكرة وبين التذكر، وهي حالة استقرار أو ركود نسبي.
السؤال: ما الطريقتان لقياس الحفظ؟
الإجابة: طريقة حساب النسبة، وطريقة التعلم من جديد.
السؤال: ما العوامل التي تساعد على الحفظ؟
الإجابة: وجود النية، استعمال الصور الذهنية، الربط، الوزن والإيقاع، تقسيم الدرس.
السؤال: ما أثر النوم في الحفظ؟
الإجابة: يساعد على تثبيت الحفظ، يؤخر بدء النسيان، ويقضي على السقوط الفجائي للحفظ.
السؤال: لماذا نحفظ الأشياء المفهومة أسرع؟
الإجابة: لأنها تكون مرتبطة بخبرات سابقة، أو منظمة منطقيًا، أو واضحة العلاقات.
مسرد المصطلحات (الوحدة السادسة)
الاستجابة الذاكرية (Memory Response): المرحلة الأخيرة للاسترجاع على شكل استجابات ظاهرة أو مضمرة.
الانتباه الانتقائي (Selective Attention): قدرة الفرد على تركيز انتباهه نحو بعض المثيرات البيئية دون الأخرى.
التخزين (الاحتفاظ) (Storage): قدرة الإنسان على الاحتفاظ بالمعلومات المرمزة لفترات زمنية متفاوتة.
التذكر (Retrieval): قدرة المرء على التعرف إلى حدث أو شيء سبق له أن تعلمه أو عرفه، وتمييزه عن غيره.
الترميز (Encoding): تحويل معلومات (على سبيل المثال، حرف، كلمة، عبارة) إلى شكل أو تمثيل آخر - عادة ما يكون مختصراً.
عوائق التذكر (Barriers to Memory): العوامل التي تعسر عملية الاسترجاع.
مثيرات التذكر (Retrieval Cues): عوامل فعلية تساعد على التذكر (فالكل يعتبر مؤثراً لتذكر الجزء الذي يحتويه، والشبيه شبيهه، والشيء ضده وهكذا).
النسيان (Forgetfulness): فقد المادة المحفوظة في الذاكرة.
نظام معالجة المعلومات (Information Processing Approach): نظام يقوم باستقبال المعلومات الخارجية (المدخلات)، وتحويلها، والاحتفاظ بها، ثم استدعاؤها واستخدامها في الوقت المناسب.
الوحدة السابعة: انتقال أثر التدريب والتعلم
2. الانتقال: مفهومه، تصميمه، ونماذجه
1.2. مقدمة
يحدث انتقال التعلم في الأوضاع المدرسية، كما يحدث في الأوضاع الحياتية الأخرى. فالطالب المتمكن من مبادئ الجبر، يسهل عليه تعلم الموضوعات الرياضية الأكثر تعقيداً. إن جانباً كبيراً من التعلم المدرسي يقوم على افتراض مفاده: **"أن ما يتعلمه الطالب في غرفة الصف سوف ينقل إلى أوضاع تعليمية جديدة"**.
وما لم ينتقل التعلم في أوضاع مدرسية معينة إلى أوضاع أخرى، مدرسية أو غير مدرسية، فلن يحقق هذا التعلم أهدافه التي وضع من أجلها، لأن انتقال التعلم هو هدف الكثير من المساعي والجهود التربوية.
2.2. مفهوم الانتقال (Transfer of Practice)
الانتقال: هو تأثير تعلم سابق في أداء مستقبلي في وضع جديد.
الانتقال الإيجابي: يحدث في الأوضاع التي يؤدي فيها التعليم السابق إلى **تسهيل** الأداء في وضع تعليمي جديد (مثل: التمكن من لغة يسهل تعلم لغة أخرى).
الانتقال السلبي: يحدث في الأوضاع التي يؤدي فيها التعلم السابق إلى **التداخل** في التعلم الجديد أو إعاقته (مثل: تعلم لغة أجنبية يعوق تعلم لغة أخرى جديدة).
رفض **ثورندايك** مبدأ "الترويض الشكلي للقدرات العقلية" (القائل بأن تدريب ملكة كالذاكرة بالمنطق يقويها في الرياضيات)، وقال بنظرية بديلة لتفسير مفهوم الانتقال هي **نظرية "العناصر المتماثلة" (Identical Elements)**، ومفادها أن انتقال التدريب يتحدد بمقدار العناصر المتماثلة والمشتركة بين المجالين.
ما هو انتقال التعلم؟ هو استخدام ما تعلمته في مكان أو موقف في مكان أو موقف آخر.
أنواع الانتقال:
إيجابي: ما تعلمته يساعدك تتعلم حاجة جديدة (مثلاً: تعلم الإنجليزية يساعد على تعلم الفرنسية).
سلبي: ما تعلمته يعوقك عن تعلم حاجة جديدة (مثلاً: تعلم لغة معينة تؤثر على تعلم لغة مشابهة).
نظرية العناصر المتماثلة: تقول إن الانتقال يحدث إذا كان هناك أشياء مشتركة بين ما تعلمته ومكان التعلم الجديد.
السؤال: ما مفهوم الانتقال؟
الإجابة: هو تأثير تعلم سابق في أداء مستقبلي في وضع جديد.
السؤال: ما هو الانتقال الإيجابي؟
الإجابة: يحدث عندما يؤدي التعليم السابق إلى تسهيل الأداء في وضع تعليمي جديد.
السؤال: ما هو الانتقال السلبي؟
الإجابة: يحدث عندما يؤدي التعلم السابق إلى التداخل في التعلم الجديد أو إعاقته.
السؤال: ما نظرية العناصر المتماثلة؟
الإجابة: تقول أن انتقال التدريب يتحدد بمقدار العناصر المتماثلة والمشتركة بين المجالين.
3.2. تصميم تجارب الانتقال
لمعرفة أثر الانتقال، يقوم الباحث بمقارنة أداء مجموعة تجريبية بأداء أفراد مجموعة ضابطة.
تصميم (1): قياس الأثر العام
المجموعة
المهمة التعليمية (السابق)
المهمة الانتقالية (اللاحق)
الاختبار
التجريبية
تتعلم "س"
تتعلم "ص"
اختبار في "ص"
الضابطة
(لا شيء)
تتعلم "ص"
اختبار في "ص"
إذا كانت درجات التجريبية أعلى = انتقال إيجابي. إذا كانت درجات الضابطة أعلى = انتقال سلبي.
تصميم (2): قياس الأثر الخاص (المحدد)
يستخدم لعزل العوامل المحددة عن العوامل العامة (مثل عادات التعلم).
المجموعة
المهمة التعليمية
المهمة الانتقالية
الاختبار
التجريبية
تتعلم الالتينية (س)
تتعلم الفرنسية (ص)
اختبار في (ص)
الضابطة
تتعلم العربية (ع)
تتعلم الفرنسية (ص)
اختبار في (ص)
الفروق هنا تعزى إلى أثر الالتينية في الفرنسية (انتقال محدد)، لأن عوامل التعلم العامة (كعادات تعلم اللغات) تم ضبطها بتعلم مهمة أخرى (العربية).
يتم اختبار انتقال التعلم باستخدام مجموعتين: تجريبية وضابطة.
التصميم 1: يقارن أداء من تعلم "س" مع من لم يتعلمها، في مهمة "ص". هذا يقيس الأثر العام.
التصميم 2: يقارن أداء من تعلم "س" مع من تعلم "ع" في مهمة "ص". هذا يعزل تأثير "س" فقط (الأثر الخاص).
السؤال: ما تصميم تجربة انتقال لقياس الأثر العام؟
الإجابة: مجموعة تتعلم "س" وتتعلم "ص" وتختبر في "ص"، مقابل مجموعة لا تتعلم "س" وتتعلم "ص" وتختبر في "ص".
السؤال: كيف نحدد إذا كان الانتقال إيجابيًا في التصميم الأول؟
الإجابة: إذا كانت درجات المجموعة التجريبية أعلى.
السؤال: ما تصميم تجربة انتقال لقياس الأثر الخاص؟
الإجابة: مجموعة تتعلم "س" وتتعلم "ص" وتختبر في "ص"، مقابل مجموعة تتعلم "ع" وتتعلم "ص" وتختبر في "ص".
4.2. نماذج الانتقال الأساسية
في ضوء درجة التشابه بين مثيرات واستجابات المهمة التعليمية والمهمة الانتقالية، يمكن إيجاد أربعة نماذج أساسية للانتقال:
مثيرات متشابهة، واستجابات متشابهة:
(مثال: تعلم 6 × 7 = 42 يسهل تعلم 7 × 6 = 42). النتيجة: يحدث **انتقال إيجابي** قوي.
مثيرات متشابهة، واستجابات مختلفة:
(مثال: تعلم 5 + 9 = 14 قد يتداخل مع تعلم 5 × 9 = 45). النتيجة: يحدث **انتقال سلبي** (تداخل). يجب على المعلم التأكيد على تمييز المثير وتمايز الاستجابة.
مثيرات مختلفة، واستجابات متشابهة:
(مثال: الاستجابة بـ "قف" للمثير اللفظي "قف" وللمثير "Stop"). النتيجة: يحدث **انتقال إيجابي** إذا كان تعلم المهمة التعليمية فعالاً.
مثيرات مختلفة، واستجابات مختلفة:
(مثال: تعلم 4+2+7=13 وتعلم ك+ت+ب=كتب). النتيجة: لا يحدث انتقال خاص (لانعدام التشابه)، ولكن قد يحدث انتقال عام (مثل تعلم كيفية التعلم).
الانتقال يعتمد على مدى التشابه بين:
المثيرات والاستجابات متشابهة: انتقال إيجابي قوي (مثلاً: قراءة "القلم" تساعد على قراءة "القلم" بالخط).
المثيرات والاستجابات مختلفة: لا انتقال خاص، لكن قد يكون هناك انتقال عام (تعلم الطريقة).
السؤال: ما النتيجة إذا كانت المثيرات والاستجابات متشابهة؟
الإجابة: يحدث انتقال إيجابي قوي.
السؤال: ما النتيجة إذا كانت المثيرات متشابهة والاستجابات مختلفة؟
الإجابة: يحدث انتقال سلبي (تداخل).
السؤال: ما النتيجة إذا كانت المثيرات مختلفة والاستجابات متشابهة؟
الإجابة: يحدث انتقال إيجابي.
السؤال: ما النتيجة إذا كانت المثيرات والاستجابات مختلفة؟
الإجابة: لا يحدث انتقال خاص، ولكن قد يحدث انتقال عام.
3. العوامل المؤثرة في انتقال التعلم
عوامل متعلقة بموضوع التعلم:
التشابه في المكونات.
التشابه في الاستجابة.
التشابه في المثير.
عوامل تتعلق بطريقة التعلم:
المدة الزمنية الفاصلة بين التدريب (كلما زاد الفارق قل النقل).
فاعلية طريقة التعلم في تحفيز الفرد.
درجة إتقان تعلم الموضوع السابق (كلما زاد الإتقان زادت إمكانية نقله).
تنوع الموضوعات المراد حدوث الانتقال إليها.
عوامل متعلقة بالمتعلم:
مستوى الذكاء (يتناسب طرداً مع عملية الانتقال).
فهم المبادئ والقوانين والقدرة على التعميم.
درجة الدافعية للتعلم.
يؤثر في انتقال التعلم:
الموضوع: هل هو مشابه للي تعلمته؟
الطريقة: هل تعلمتها جيدًا؟ هل هناك فاصل زمني طويل؟
أنت: هل عندك ذكاء؟ هل فهمت المبادئ؟ هل عندك دافع؟
السؤال: ما العوامل المتعلقة بموضوع التعلم المؤثرة في الانتقال؟
الإجابة: التشابه في المكونات، التشابه في الاستجابة، التشابه في المثير.
السؤال: ما تأثير المدة الزمنية الفاصلة بين التدريب؟
الإجابة: كلما زاد الفارق قل النقل.
السؤال: ما تأثير درجة إتقان تعلم الموضوع السابق؟
الإجابة: كلما زاد الإتقان زادت إمكانية نقله.
السؤال: ما تأثير مستوى الذكاء؟
الإجابة: يتناسب طرداً مع عملية الانتقال.
4. مصادر الانتقال
1.5. مصادر الانتقال العام (General Transfer)
يشير إلى آثار ممارسة سلسلة من المهام في أداء مهام أخرى، **مع استبعاد آثار التشابه** بين خصائص المهام. المصادر الرئيسية هي:
تعلم التعلم (Learning to learn): التحسن التقدمي في القدرة على تعلم مهارات جديدة نتيجة الممارسة السابقة لمهام تتعلق بها (مثل تعلم قوائم كلمات جديدة كل يوم يصبح أسهل).
الاستعداد التمهيدي (Warm-up): مجموعة من أنماط الاستجابة ذات العلاقة بالتكيف الجسمي والنفسي مع الوضع التعلمي (كعادات الانتباه، الوضع الجسدي، الحالة المزاجية). آثارها مؤقتة أكثر من "تعلم التعلم".
2.4. مصادر الانتقال الخاص (Specific Transfer)
يتوقف على وجود مصادر خاصة، أي على **طبيعة العالقات (التشابه)** بين مثيرات المهمة التعليمية واستجابات المهمة الانتقالية.
مصدر الانتقال: هو ما يسبب انتقال التعلم.
الانتقال العام: يحدث حتى لو ماكانش في تشابه. مثال: "تعلم التعلم" (كل ما تتعلم أكثر، تتعلم الجديد أسهل)، أو "الاستعداد التمهيدي" (الاستعداد الذهني).
الانتقال الخاص: يحدث بسبب التشابه بين المواقف.
السؤال: ما مصدر الانتقال العام؟
الإجابة: آثار ممارسة سلسلة من المهام في أداء مهام أخرى، مع استبعاد آثار التشابه.
السؤال: ما مصادر الانتقال العام الرئيسية؟
الإجابة: تعلم التعلم، والاستعداد التمهيدي.
السؤال: ما معنى تعلم التعلم؟
الإجابة: هو التحسن التقدمي في القدرة على تعلم مهارات جديدة نتيجة الممارسة السابقة.
السؤال: ما معنى الاستعداد التمهيدي؟
الإجابة: هو مجموعة من أنماط الاستجابة ذات العلاقة بالتكيف الجسمي والنفسي مع الوضع التعلمي.
السؤال: ما مصدر الانتقال الخاص؟
الإجابة: يعتمد على طبيعة العلاقات (التشابه) بين مثيرات المهمة التعليمية واستجابات المهمة الانتقالية.
5. نظريات الانتقال
1.5. نظرية المثير – الاستجابة الكلاسيكية
تستخدم مفهومي **تعميم المثير** و**تعميم الاستجابة** في تفسير حدوث الانتقال. تفترض أن تعلم الارتباط بين مثير معين واستجابة معينة ينتقل إلى المثيرات المشابهة للمثير الأول.
2.5. نظرية التوسط (Mediation Theory)
امتداد لنظرية المثير-الاستجابة، لكنها تؤكد على **العمليات الداخلية المتوسطة** التي تتدخل بين المثير والاستجابة. هي صالحة لتفسير حالات الانتقال الناجمة عن **التشابه في المعنى** (وليس فقط التشابه الفيزيائي).
(مثال: تعلم "ساخن" يسهل تعلم "حار" لنفس المثير، لأن مفهوم السخونة والحرارة مترابطان من حيث المعنى).
3.5. نظرية تباين الترميز
تنحو منحى معرفياً. تؤكد على مفهوم **الترميز (Encoding)**. ترى أن ترميز المثيرات لا يتحدد بالمثيرات فقط، بل بـ**أوضاع المتعلم وطريقة إدراكه** لها.
ترى أن ترميز المثير يتباين من وضع لآخر، وهذا التباين يعود إلى **معنوية المثير**. كلما كان المثير أكثر معنوية (مثل "كلب")، كان أقل تبايناً في الترميز وأكثر قابلية للانتقال، مقارنة بمثيرات ذات معنوية منخفضة (مثل مقاطع لا معنى لها).
4.5. النظرية المعرفية
تعالج ظاهرة الانتقال من خلال الوقوف على طرق اكتساب الكائنات البشرية لـ**المعرفة، والمبادئ، والقواعد، والاستراتيجيات**، ونقلها لأوضاع جديدة.
تفترض أن التعلم نوع من التنظيم للعقل. **تعلم القاعدة هو العامل المهم في الانتقال**. (مثال: المبادئ والقواعد الرياضية تسهل معالجة مشكلات جديدة تتطلب تطبيقها).
توجد عدة نظريات تفسر انتقال التعلم:
نظرية المثير-الاستجابة: إذا تعلمت ردة فعل لشيء، تستخدمها لشيء مشابه.
نظرية التوسط: تفسر الانتقال من خلال "المعنى".
نظرية تباين الترميز: يعتمد الانتقال على كيف "تتذكر" الشيء، وليس الشيء نفسه.
النظرية المعرفية: تعلم المبادئ والقواعد هو المهم لنقل التعلم.
السؤال: ما مفهوما تعميم المثير وتعميم الاستجابة في نظرية المثير-الاستجابة؟
الإجابة: تفترض أن تعلم الارتباط بين مثير واستجابة ينتقل إلى المثيرات والResponses المشابهة.
السؤال: ما الذي تؤكد عليه نظرية التوسط؟
الإجابة: تؤكد على العمليات الداخلية المتوسطة، وصالحة لشرح الانتقال الناتج عن التشابه في المعنى.
السؤال: ما الذي تركز عليه نظرية تباين الترميز؟
الإجابة: تؤكد على الترميز، وترى أن ترميز المثيرات يتحدد بوضع المتعلم وطريقة إدراكه.
السؤال: ما العامل المهم في الانتقال حسب النظرية المعرفية؟
الإجابة: تعلم القاعدة.
6. تطبيقات تربوية (لتحسين انتقال التعلم)
يمكن للمعلم اعتماد المبادئ التالية لتسهيل الانتقال وتحسينه:
تنويع مهام التعلم وشروطه: التدريب على مهام تعلمية متنوعة وتحت شروط متباينة هو من أهم العوامل المؤدية لانتقال إيجابي مرتفع. (مثال: تدريب الفرد على قيادة سيارات متنوعة يجعله أقدر على تعلم قيادة سيارة جديدة).
انتقال التعلم من الأسهل إلى الأصعب: يجب أن يبدأ التعلم بالمثيرات المتباينة (السهلة) والانتقال تدريجياً إلى المثيرات الأقل تبايناً (الأصعب). (مثال: تعليم تمييز الألوان يبدأ بالأبيض والأسود، ثم ينتقل للألوان بينهما).
مستوى التمكن من التعلم الأصلي: يجب على المعلم أن يؤكد على إنجاز مستوى تمكن محدد أثناء التعلم الأصلي لتسهيل إنتاج الآثار الانتقالية.
تشابه المهام التعليمية والانتقالية: إن التشابه بين عناصر المهمة التعليمية وعناصر المهمة الانتقالية شرط ضروري لحدوث الانتقال الإيجابي. (يجب أن يكون ما يتم تعلمه في الصف "واقعياً" أو قريباً من الواقع).
التزويد بالمبادئ والتعميمات: آثار انتقال المبادئ والتعميمات أقوى من آثار انتقال الحقائق المحددة. يجب على المعلم أن يوضح المبادئ التي تنظم العلاقات ويقدم أمثلة متنوعة.
لتحسين انتقال التعلم، على المعلم أن:
يستخدم أمثلة ومهام متنوعة.
يبدأ من السهل ويصعّب تدريجيًا.
يتأكد من فهم الطالب للمادة الأصلية.
يختار أمثلة مشابهة للواقع أو للتعلم الأصلي.
يركز على المبادئ العامة وليس فقط التفاصيل.
السؤال: ما أهمية تنويع مهام التعلم وشروطه؟
الإجابة: هو من أهم العوامل المؤدية لانتقال إيجابي مرتفع.
السؤال: لماذا نبدأ من الأسهل إلى الأصعب؟
الإجابة: لأن التعلم يجب أن يبدأ بالمثيرات المتباينة (السهلة) والانتقال تدريجياً إلى المثيرات الأقل تبايناً (الأصعب).
السؤال: لماذا يجب التأكد من مستوى التمكن من التعلم الأصلي؟
الإجابة: لتسهيل إنتاج الآثار الانتقالية.
السؤال: ما أهمية تشابه المهام التعليمية والانتقالية؟
الإجابة: هو شرط ضروري لحدوث الانتقال الإيجابي.
السؤال: لماذا يفضل التركيز على المبادئ والتعميمات؟
الإجابة: لأن آثار انتقال المبادئ والتعميمات أقوى من آثار انتقال الحقائق المحددة.
مسرد المصطلحات (الوحدة السابعة)
الاستجابة (Response): فعل أو رد فعل أو جزء محدد من سلوك الفرد موضوع الملاحظة.
الانتقال (Transfer of Practice): تأثير تعلم سابق في أداء مستقبلي في وضع جديد.
الانتقال الخاص (Specific Transfer): يتوقف على وجود بعض المصادر الخاصة، أي على طبيعة العلاقات بين مثيرات المهمة التعليمية واستجابات المهمة الانتقالية.
الانتقال العام (General Transfer): آثار ممارسة سلسلة من المهام المعينة في أداء مهام أخرى تتصل بها، مع استبعاد الآثار الناجمة عن مظاهر التشابه بين خصائص هذين النوعين من المهام.
المثير (Stimulus): الحادث الذي يستطيع الملاحظ الخارجي تحديده، مفترضاً بأن له تأثيراً في سلوك الفرد موضوع الملاحظة.